الخرطوم – انباء السودان
تتطلع قطاعات واسعة من الشعب السوداني إلى الإدارة الأمريكية القادمة بقيادة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب التي أدخلت البلاد في دائرة من الانقسام والعنف. يأتي هذا التفاؤل بعد أن فشلت جهود إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في دفع الأطراف السودانية إلى طاولة المفاوضات، رغم تعيين مبعوث خاص للخرطوم، توم بيرييلو، الذي لم يحقق أي تقدم ملموس في حل الأزمة المستمرة.
من المنتظر أن يبدأ ترامب ولايته في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، ويرى العديد من الخبراء السودانيين أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد تحتاج إلى فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر للتعامل مع ملف الحرب في السودان. لكن مع تزايد التعقيدات في البلاد، حيث تسعى بعض القوى السياسية لتشكيل حكومة موازية، قد يواجه ترامب تحديات كبيرة في إحداث تغيير حقيقي.
المزيد من المشاركات
ويؤكد المحلل السياسي عمر محمد النور أن الوضع في السودان قد يتجه نحو مزيد من الانقسام بين حكومتين، ما يزيد من تعقيد الأزمة ويجعل فرص إنهاء الحرب ضئيلة. في المقابل، يرى البعض أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد تضغط باتجاه تسوية تعترف بالوضع القائم، مما قد يمهد لتقسيم البلاد في المستقبل.
من جانبه، أكد الخبير السياسي عمار الباقر أن إيقاف الحرب في السودان لن يكون سهلاً، مشيراً إلى أن الجيش السوداني قد يستخدم تحالفاته مع دول مثل روسيا لمواجهة الضغوط الأمريكية. وتابع بأن المصالح الدولية المتشابكة في السودان تجعل من الصعب على واشنطن إحداث اختراق في هذا الملف.
في هذا السياق، من المتوقع أن يتم تعيين مبعوث أمريكي جديد للسودان خلال الشهر الجاري، حيث سيقود المبعوث الجهود الدبلوماسية الأمريكية لإيجاد حل للأزمة التي دخلت عامها الثاني، فيما يعاني أكثر من 11 مليون شخص من التهجير، ويواجه نحو 25 مليون شخص آخر خطر المجاعة.
إدارة ترامب تواجه واقعاً مختلفاً عن سابقتها، ووفقاً للمعطيات، قد تتجه نحو فرض تسوية تعترف بالوضع القائم، ما قد يزيد من تعقيد الوضع السوداني في المستقبل القريب.
