متابعات _ انباء السودان _ تستضيف العاصمة الكينية نيروبي اليوم الثلاثاء اجتماعًا بالغ الأهمية، حيث يهدف إلى الإعلان عن تشكيل حكومة السلام والوحدة السودانية التي ستقودها قوات الدعم السريع. يأتي هذا الاجتماع في وقت بالغ الحساسية، حيث يسعى القادة السياسيون إلى تحقيق الاستقرار في السودان بعد فترات طويلة من الاضطراب والصراع. ويُعد هذا الحدث خطوة هامة نحو إعادة بناء الثقة بين الأطراف السياسية والمجتمعية المتنوعة في البلاد.
إلا أن اللجنة الفنية المسؤولة عن تنظيم مراسم توقيع الميثاق السياسي قد قررت تأجيل الحدث الذي كان مقررًا اليوم إلى يوم غد، بسبب عدم وصول بعض الوفود إلى نيروبي في الوقت المحدد. يعكس هذا التأجيل بعض التحديات اللوجستية التي تواجهها الأطراف المعنية، ولكنه لا يقلل من أهمية الميثاق الذي يُعد نقطة انطلاق نحو تشكيل حكومة جديدة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وفي هذا السياق، عبّر نصرالدين أحمد إدريس، أمين أمانة الإدارة والتنظيم بتحالف القوى المدنية المتحدة “قمم”، عن تفاؤله بشأن الميثاق السياسي المرتقب، مؤكدًا أنه سيفتح الأبواب لتأسيس حكومة مدنية تركز على تحقيق العدالة والمساواة. وأوضح إدريس أن هذه الخطوة تهدف إلى إنهاء حالة العزلة والتفكك المجتمعي التي خلفها النظام السابق، مما يعكس رغبة حقيقية في بناء مستقبل أفضل للسودان.
وأكد إدريس أن الحكومة المقبلة ستعكس تنوع الشعب السوداني، حيث ستضم مكونات متعددة من مختلف الأعراق والمناطق والخلفيات الثقافية والاجتماعية. كما أشار إلى أنه من المتوقع أن يحضر ممثلون من السلك الدبلوماسي لتكريم مراسم توقيع الميثاق، مما يعكس الأهمية البالغة لهذه الخطوة على الصعيدين المحلي والدولي.
وفيما يتعلق بمشاركة الأطراف السياسية في هذا الحدث، أشار إدريس إلى أن مراسم توقيع الميثاق السياسي لحكومة السلام ستشهد مشاركة فعالة من ممثلين من مختلف ولايات السودان، ما يعكس التزام الجميع بالمشاركة في بناء مستقبل البلاد. هذه الخطوة تمثل علامة فارقة في تاريخ السودان، حيث يسعى الجميع لتحقيق السلام والاستقرار من خلال هذا الميثاق.
تشارك في مراسم التوقيع كيانات سياسية ومجتمعية متعددة، بما في ذلك تحالف القوى المدنية المتحدة “قمم”، والحزب الاتحادي الموحد، وحزب الأمة القومي، والجبهة الثورية، بالإضافة إلى منظمات مدنية أخرى. في الوقت ذاته، بدأ بعض القياديين في اتخاذ الترتيبات اللازمة للسفر إلى نيروبي عبر دول الجوار، مما يبرز التباين في التوجهات السياسية حول تشكيل الحكومة، خاصة مع وجود شخصيات بارزة من مناطق تحت سيطرة قوات الدعم السريع، ما يعكس تنوع المشاركين في هذه العملية السياسية.