علمت مصادرنا من الميدان أن مليشيا الدعم السريع أقدمت على إيقاف وإعادة 20 شاحنة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة بعد أن كانت قد بدأت رحلتها من مدينة الكومة متجهة إلى الفاشر، في محاولة لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور في المدينة المحاصَرة منذ أكثر من عام.
وبحسب ذات المصادر، فإن القافلة التي وصلت إلى الكومة عبر الطريق الرئيسي “الإنقاذ الغربي”، كانت تتحرك وفق اتفاق ثلاثي واضح بين الأمم المتحدة، الحكومة السودانية، وممثلي الدعم السريع، ينص على تسهيل مرور المساعدات إلى داخل الفاشر.
لكن المليشيا خرقت الاتفاق بشكل مفاجئ، ودفعت بقوة مسلّحة اعترضت القافلة بعد تحركها بثلاثة أيام، وأجبرتها تحت تهديد السلاح على العودة إلى الكومة.
هذا التصرف يُعدّ مؤشراً خطيراً على نية المليشيا مواصلة استخدام الحصار كسلاح لتركيع سكان الفاشر، رغم تفاقم الأزمة الغذائية والصحية داخل المدينة، وعجز المنظمات عن تلبية الاحتياجات بسبب تعنت قوات الدعم السريع.
ويُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُعيق فيها المليشيا وصول الإغاثات الإنسانية، في خرق واضح للمواثيق الدولية والاتفاقات المبرمة، وسط صمت دولي مريب حيال ما يتعرض له المدنيون في دارفور من انتهاكات جسيمة.