ارتفاع خيالي في أسعار السيارات بالسودان وسط انهيار اقتصادي شامل
متابعات _ أنباء السودان _ يشهد سوق السيارات في السودان ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق في الأسعار، نتيجة الانهيار المستمر في قيمة الجنيه السوداني وتراجع حجم الاستيراد بفعل الحرب التي أثرت بشكل مباشر على الأنشطة الاقتصادية والتجارية في البلاد.
ووفقاً لمصادر عاملة في السوق، فقد تضاعفت أسعار السيارات مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب. على سبيل المثال، طُرحت سيارة هيونداي توسان موديل 2020 بسعر يتراوح بين 75 إلى 80 مليون جنيه سوداني، بعد أن كانت تباع سابقاً بما لا يتجاوز 40 مليون جنيه. في حين تجاوزت أسعار سيارات لاند كروزر 2020 حاجز 200 مليون جنيه سوداني، في ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطنين.
وتعود أسباب هذا الارتفاع الحاد إلى عدة عوامل متداخلة، من أبرزها انخفاض حجم الواردات نتيجة تعطل سلاسل الإمداد، وارتفاع تكلفة الشحن والتأمين الدولي، فضلاً عن الانخفاض الكبير في قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، وزيادة الطلب المحلي مقابل نقص شديد في المعروض.
ويؤكد خبراء أن السوق يعيش حالة من الجمود، حيث تُعرض السيارات بأسعار مرتفعة للغاية دون تسجيل عمليات بيع حقيقية، في ظاهرة وصفوها بـ”المضاربة الصامتة”، التي خلقت نوعاً من التضخم الركودي، وسط غياب واضح للدور الرقابي أو التدخل الحكومي لمعالجة الأزمة.
ويعكس هذا الواقع الاقتصادي المتأزم حجم التحديات المعيشية التي تواجه المواطنين في السودان، في ظل استمرار الصراع وتراجع المؤشرات الاقتصادية بشكل عام، مما يضع مستقبل السوق السوداني على المحك.