سلاح الجو يدخل المعركة قصف دقيق لأوكار الدعم السريع غرب الأبيض
متابعات _ أنباءالسودان _ نفذت القوات المسلحة السودانية صباح اليوم الإثنين غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في بلدة أم صميمة بولاية شمال كردفان. وأفادت مصادر ميدانية أن القصف الجوي شمل أيضًا تجمعات للدعم السريع غرب قرية أبو قعود، التي تبعد نحو 50 كيلومترًا عن مدينة الأبيض، في تصعيد واضح للتوترات العسكرية بالمنطقة.
وجاءت هذه التحركات من جانب الجيش بعد رصد تحركات نشطة لقوات الدعم السريع في القرى والمناطق المحيطة بالأبيض خلال الأيام الماضية، وسط تقديرات بأنها تهدف لإعادة التمركز وتعزيز الانتشار العسكري قرب المدينة. ويُعتقد أن الدعم السريع يسعى إلى تثبيت نفوذه في محلية بارا، الواقعة شرق الأبيض، والتي يسيطر عليها منذ فترة، بالتزامن مع الضغط المتزايد من القوات المسلحة.
بجانب الهجمات الجوية، استخدم الجيش المدفعية الثقيلة لقصف مواقع الدعم السريع غرب قرية أبو قعود، في عمليات متزامنة تهدف إلى إضعاف خطوط الإمداد وقطع طرق الاتصال بين الوحدات الميدانية. وأشارت المصادر إلى أن الجيش يتبع تكتيكًا مزدوجًا يجمع بين الغارات الجوية والقصف الأرضي لتشتيت قوى الدعم السريع ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها.
ورغم التهديدات المتكررة من الدعم السريع بالزحف نحو مدينة الأبيض، أكد عدد من السكان أن الحياة اليومية ما زالت مستمرة بشكل طبيعي. وقالت نادين، وهي من سكان المدينة، إن الأسواق تعمل كالمعتاد، وإن الأهالي باتوا أكثر قدرة على التكيف مع التوترات، مضيفة أن المدينة شهدت ظروفًا أصعب سابقًا ولم تتوقف الحياة.
في المقابل، تستمر معاناة آلاف النازحين في مراكز الإيواء المنتشرة داخل الأبيض، والذين فروا من مناطق الاشتباكات في الدبيبات والخوي وأم صميمة والحمادي. ويعاني هؤلاء من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية والمياه، وسط مطالبات عاجلة من الأهالي والمنظمات الإنسانية بتوفير الدعم اللازم وتحسين الأوضاع المعيشية في تلك المراكز.
تشير المعطيات الحالية إلى أن مدينة الأبيض أصبحت ذات أهمية استراتيجية للطرفين، مما يرفع احتمالية استمرار المواجهات حولها أو داخلها. ويرى متابعون أن التهدئة الميدانية باتت ضرورية في ظل تصاعد القتال واتساع رقعة النزوح، لتجنب تفاقم الوضع الإنساني والعسكري في المنطقة.