منوعات_ انباء السودان_
الفضيل بن عياض، أحد الصالحين الكبار في التاريخ الإسلامي، كان في بداياته سارقًا يقطع الطريق ويعطل القوافل ليلاً، مستخدمًا الفأس والسكين في أفعاله. وكان يثير الخوف بين الناس لدرجة أنهم كانوا يتناقلون التحذيرات في الطريق: “إياكم والفضيل!”، بل وكانت الأمهات تخوف أطفالهن بذكر اسمه قائلة: “اسكت وإلا أعطيتك للفضيل.”
لكن حدث تحول عظيم في حياته ذات ليلة عندما تسلق الجدار لسرقة أحد البيوت. وعندما نظر إلى صاحب المنزل، فوجئ برؤية شيخ مسنّ يقرأ القرآن في زاوية دافئة من منزله، يبكي من خشية الله. ومع توافر الفرصة لديه لسرقته، توقف الفضيل لحظة تفكير، ثم سمع الشيخ يقرأ الآية: “ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق…” (الحديد: 16)، فأثرت فيه هذه الكلمات بشكل عميق.
حينها، قرر الفضيل التوبة ورفع يديه قائلاً: “يا رب، إني أتوب إليك.” فغسل قلبه من ذنبه، وتوجه إلى المسجد ليصلي ويبكي حتى الصباح. وبفضل توبته، أصبح الفضيل بن عياض إمامًا في الحرمين الشريفين، مكرّسًا حياته للعبادة والطاعة.