متابعات_ انباء السودان_ تواجه الزراعة في السودان تحديات كبيرة في ظل الأوضاع الحالية، حيث يعتبر القطاع الزراعي أحد أبرز المصادر الاقتصادية للبلاد. وقد ألحق تمرد ميليشيا الدعم السريع خسائر فادحة بهذا القطاع، خاصة في ولاية الجزيرة التي تحتضن أكبر مشروع زراعي في السودان وأفريقيا.
وفي زيارةٍ قام بها وفد من صحيفة الكرامة بقيادة رئيس التحرير محمد عبد القادر، إلى وزير الزراعة د. أبوبكر عثمان، تم التطرق إلى أبرز الملفات والتحديات التي تواجه الوزارة في ظل الظروف الراهنة. الوزير أشار إلى أن لجنة برئاسته تعمل على حصر الخسائر التي تعرض لها القطاع الزراعي بسبب الحرب، مشيرًا إلى أن التقرير النهائي لم يُنجز بعد.
استهداف الميليشيا للقطاع الزراعي
د. أبوبكر عثمان قال إن الميليشيا الإرهابية كانت تهدف إلى إضعاف القطاع الزراعي بشكل خاص، في محاولة لتجويع الشعب السوداني. وأكد أن احتلال مشروع الجزيرة لم يكن أمرًا عشوائيًا، بل كان جزءًا من خطة لإلحاق الأذى بالقطاع الزراعي الحيوي في البلاد. وأضاف أن تحرير جبل موية كان بمثابة نصر مهم للوزارة، حيث فتح الطريق نحو ولايات كردفان الثلاثة وسنار والنيل الأبيض.
صادرات تتفوق على الواردات
وفي مفاجأة إيجابية، كشف الوزير أن الصادرات السودانية تفوقت على الواردات لأول مرة في ظل الحرب. وأكد أن الموقف الغذائي في السودان مطمئن، مشيرًا إلى أن البلاد شهدت ذروة الإنتاج الزراعي في الوقت الذي تشاع فيه أخبار عن مجاعة. وذكر أن بعض المنظمات قامت بشراء الذرة السودانية.
إنتاج المحاصيل والتقاوي المحسنة
وفيما يتعلق بموسم الزراعة القادم، قال الوزير إن الخطة التأشيرية للموسم الصيفي تشير إلى زراعة 73 مليون فدان، من بينها 22 مليون فدان مخصصة للذرة. كما كشف عن تصدير 40 ألف طن من البصل في الموسم الشتوي الماضي، مشيرًا إلى أن السودان كان من الدول الرائدة في تصدير هذا المحصول.
وفيما يخص الفجوة الإنتاجية بين ما قبل الحرب وبعدها، أشار الوزير إلى أن الإنتاج بلغ 3 مليون طن من الذرة والدخن في العام الأول من الحرب، بينما ارتفع الإنتاج في 2024 إلى 4 ملايين طن.
التقنيات الزراعية الحديثة
أكد الوزير على أهمية استخدام التقاوي المحسنة لرفع الإنتاجية، مشيرًا إلى أن الزراعة التقليدية لم تعد مجدية في الوقت الراهن. وأوضح أن من الضروري تبني التقنيات الحديثة والإرشاد الزراعي لضمان تطوير هذا القطاع الحيوي. كما أشار إلى أن خروج منطقة الجزيرة من دائرة الإنتاج بسبب احتلال الميليشيا أدى إلى فقدان بعض الأراضي المزروعة، لكن الوزارة قامت بتعويض ذلك بتوسيع المساحات المزروعة في مناطق أخرى مثل ولاية كسلا التي خصصت 40 ألف فدان لمزارعي الجزيرة في نهر القاش، بالإضافة إلى زراعة مساحات واسعة في ولاية نهر النيل. في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع الزراعي في السودان، يبقى الأمل في استعادة الإنتاج الزراعي والتوسع فيه عبر التقنيات الحديثة والمناطق الجديدة، مما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق أمن غذائي للبلاد.
ملخوظة
تقرير: محمد جمال قندول