انباء السودان

بيان عاجل من علماء السودان يرفضون تعديل الوثيقه الدستورية

0

أعلن الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة، في بيانٍ رسمي صدر اليوم، رفضه القاطع للوثيقة الدستورية المُعدَّلة، مُعتبراً إياها خروجاً صارخاً عن الثوابت الإسلامية وتنازُلاً خطيراً عن الهوية الدينية للأمة.

 

وأكد الاتحاد أن التعديلات التي أُدخلت على الوثيقة الدستورية “ساوت بين الدين الإسلامي كمصدرٍ للتشريع وبين المعتقدات الدينية الأخرى، بالإضافة إلى التوافق الشعبي وقيم المجتمع”، وهو ما وصفه بـ”الانحراف الخطير” عن مبادئ الشريعة الإسلامية التي تُشكل الهوية الأساسية لغالبية الشعب السوداني.

 

وحذَّر الاتحاد في بيانه من أن الوثيقة الدستورية، حتى بعد التعديلات، “تمهد الطريق لفرض العلمانية، وتُصادم شريعة الإسلام، وتُهدد هوية المسلمين، وتُؤسس لأزماتٍ سياسية واجتماعية متفاقمة”.

 

وأشار البيان إلى أن هذه الخطوة تُعتبر “خيانة لإرث السودان الإسلامي”، مُطالباً السلطات بالتراجع الفوري عن الوثيقة والعودة إلى مبادئ الشريعة الإسلامية كمصدرٍ وحيد للتشريع، مع ضمان حقوق غير المسلمين في إطار الأحكام الإسلامية.

 

يأتي هذا البيان في ظل تصاعد الجدل حول المادة (5) من الدستور المُقترح، والتي تَعتَمِد على “التوافق المجتمعي” كمصدرٍ للتشريع إلى جانب الإسلام، وهو ما يرى الاتحاد أنه “تمييعٌ متعمد” لإضعاف الأحكام الشرعية.

 

وختم الاتحاد بيانه بدعوة الشعب السوداني إلى “التعبئة العامة” ضد أي مشروعٍ يُفرِّق الصف ويُهدد الهوية الإسلامية، مُستشهداً بقوله تعالى: **﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾

 

نص البيان :

 

بيان الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدُّعاة حول تعديلات الوثيقة الدستورية

 

في 25 شعبان 1446هجري الموافق له 24 فبراير 2025

 

الحمد لله القائل ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) ) آل عمران – والصلاة والسلام على الناصح الأمين القائل ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم .

 

أمّا بعد:

 

فإنّ الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدُّعاة بكامل عضويته ممثلاً فيه طوائف من أهل القبلة ؛ واستشعاراً لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه يتوجه بهذا البيان إبراءً للذّمة ونُصحاً للأُمّة ، في شأن اعتماد الوثيقة الدستورية والتعديلات التي أجريت عليها ؛ليستبين النّاسُ حقيقتها ويكونوا على بينةٍ وحذر من أيّ محاولةٍ أثيمةٍ تمس إرادتهم وهُويتهم. لاسيما وأنّ سبب الحرب وباعثها الأول كان رفض الاتفاق الإطاري ومن قبله الوثيقة الدستورية

 

و أنّ الدّماء التي سالت كانت لأجل هذا الدّين الذي من كلياته حفظ الأنفس والعقول والأعراض والأموال .

 

فنقول وبالله التوفيق:

 

أولاً :

 

سبق أن أصدر الاتحاد جملةً من البيانات وعقد عدّة مؤتمرات صحفية أبان من خلالها الموقف الشرعي من الوثيقة الدستورية وكذلك الاتفاق الإطاري ودستور المحامين ؛ وطالب صراحةً بإلغاء الوثيقة الدستورية من أصلها لما اشتملت عليه من تكريس وتمهيد للعلمانية ومضامين تصادم شريعة الإسلام وتمس هوية المسلمين وتؤسس لأزمات متفاقمة !

 

ومن خلال هذا البيان يؤكد الاتحاد مجدداً رفضه للوثيقة الدستورية حتى وإن أجريت عليها بعض التعديلات ، وليس بخافٍ أنّ الوثيقة الدستورية ما وُضعت إلّا لتكون منهاجاً لأهل السودان في الحكم والتحاكم .

 

إنّ من أبرز ما يجب التنبيه والتأكيد عليه أنّ الأصل في غالبية أهل السودان أنّهم طوائف مسلمة رضيت بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمّدٍ ﷺ نبياً ورسولا وبالقرآن الكريم دستوراً،

 

وبناءً عليه :

 

فإنّ أيّ وثيقةٍ أو مشروع دستور يوضع للحكم والتحاكم في السودان يجب أن يتضمّن مايلي :

 

أ- التنصيص على أنّ الإسلام هو دين الدولة وهُوية أهله .ولا ضير في ذلك ؛ كما تفعل كلُّ الدُّول التي تحترم دينها وثقافتها سواءً كانت دولاً عربيةً أو إسلامية بل حتى الدول النصرانية في

 

أوربا وأمريكا.

 

ب- أن تكون شريعة الإسلام هي مصدر التشريع الوحيد و لا يجوز تسويتها بغيرها من المصادر سواءً كانت من المعتقدات الدينية الأخرى أو التوافق الشعبي أو قيم وأعراف الشعب ؛ فوضع ًتشريعات بشرية تخالف تشريع الله وحكمه يعد شركاً بالله تعالى ومنازعةً له في أمره

 

قال تعالى:( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )المائدة -50

 

 

 

ج ⁠- يراعى في أي وثيقة أو دستور يوضع للحكم والتحاكم حقوق غير المسلمين التي كفلتها لهم الشريعة الإسلامية المتعلقة بدينهم ودور عباداتهم وأحوالهم الشخصية وسائر حقوقهم المنصوص عليها .

 

د- أن يناط أمر الدستور والوثيقة بأهل الاختصاص فيتولى وضع المضامين من لديهم الأهلية الشرعية من المسلمين الذين عرفوا بسداد الرأي والعلم والنّصح

 

والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها قال تعالى ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾

 

[ سورة النساء: 83].

ثانياً :

 

المخرج من هذا التردي السياسي والأمني والاقتصادي الذي دخل فيه السودان يكمن في أن تُسارع الزمرة التي نصبت نفسها وتولت أمر حكم السودان في هذه الفترة أن يقوموا بالواجبات العاجلة المؤملة فيهم؛ من تخفيف وطأة الفقر والعوز، وحفظ الأمن، وجمع الكلمة وتأليف القلوب، وتهيئة البلاد لحقبة جديدة تستقر فيها سياسيا واقتصادياً، وألا ينتهكوا حق الله فيتعدوا حدوده، وألا يخونوا حقوق عامّة الشعب، فيسلطوا عليهم ثلة محدودة تعبث بهويتهم وكرامتهم وسيادتهم ومآل حالهم، وترهنهم للمؤسسات الدولية، والدول الأجنبية

 

وختاماً :

 

يدعوا الاتحاد كافّة أهل السودان

 

أن يتحملوا مسؤليتهم فيقوموا بدورهم في رفض أي مسلك وعر يفضي بالعباد والبلاد لمتاهاتٍ عواقبها وخيمة ، ولن يكون ذلك ممكناً إلا بتحقيق الاعتصام بحبل الله المتين ودينه القويم وترك التنازع والاختلاف الذي يؤدي إلى الفشل قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) آل عمران – 103.

 

وقال تعالى ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) الانفال –46 . كما يدعوا إلى تجاوز العصبية التي تناقض قول الله تعالى( إنما المؤمنون إخوة ) الحجرات – 10

 

وقوله تعالى ( يا أيها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم ) الحجرات – 13 .

 

وقول النبي الكريم – ﷺ – في بيانه الحكيم: (يا أيها الناس: إن ربكم واحد، و إن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي و لا عجمي على عربي، و لا لأحمر على أسود و لا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، ألا هل بلغت ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: فليبلغ الشاهد الغائب.

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.