متابعات _ انباء السودان _
وسط الأزمات المستمرة في السودان، يواجه الصراع المحتدم بين قوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وقوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان تدخلاً خارجيًا ملحوظًا. تشير التقارير الأخيرة إلى أن هذا النزاع لم يعد مجرد صراع داخلي، بل تحول إلى ساحة معركة بين قوى دولية، مع وجود بصمات واضحة لعدة أطراف أجنبية.
في تطور ميداني، أعلنت القوات المسلحة السودانية عن تدمير 5 عربات نقل محملة بالأسلحة كانت تابعة لمليشيا “الدعم السريع”، لتزيد بذلك الخسائر التي تكبدتها المليشيا في الأيام العشرة الماضية إلى 27 عربة، بالإضافة إلى تدمير 20 عربة لاندكروزر وإسقاط أكثر من 100 طائرة مسيرة معادية. ويبدو أن معظم الأسلحة التي استخدمتها “الدعم السريع” مصدرها أوكرانيا، حيث تم العثور على أسلحة تحمل شعار الدولة الأوكرانية في المواقع التي استعادها الجيش.
المزيد من المشاركات
مشاركة أوكرانيا في النزاع السوداني ليست جديدة، حيث سبق وأكد المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية في يناير الماضي أن مدربين أوكرانيين شاركوا في تدريب قوات “الدعم السريع” على “حرب المدن”، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً. كما كشفت تقارير أخرى عن إرسال مقاتلين أوكرانيين وخبراء في تشغيل الطائرات المسيّرة لدعم المليشيا، ما يجعل السودان نقطة جديدة في صراع النفوذ الدولي، خصوصًا في إطار المنافسة بين القوى الغربية.
ورغم تصاعد الأدلة على التدخل الأوكراني، فإن الحكومة السودانية لم تتخذ موقفًا حاسمًا تجاه هذه التدخلات، مما يثير تساؤلات حول دوافعها وراء هذا التردد. البعض يرى أن الخرطوم تسعى للحفاظ على توازن دقيق بين القوى الغربية وروسيا للحصول على دعم اقتصادي وعسكري من الطرفين، ما يجعل الموقف السوداني في غاية التعقيد.
مع استمرار النزاع، يتوقع المراقبون أن تزداد التدخلات الأجنبية في السودان، في وقت يبقى فيه الوضع السياسي والأمني في البلاد غير مستقر.
