وكيل جامعة القرآن الكريم الدكتور عباس العالم: قصة كفاح ومعاناة في تهديدات الدعم السريع
انباء السودان
متابعات _ انباء السودان _ قصة كفاح الدكتور عباس حامد العالم: رحلة من التحديات إلى الإصرار على خدمة الوطن
الدكتور عباس حامد العالم هو رجل من أسرة عريقة نشأت على القيم الإسلامية الراسخة والمعتقدات الدينية السليمة. ورث هذه المبادئ عن والده وجده الدكتور يوسف العالم، وعمّه الدكتور عثمان محمد العالم، وحسين يعقوب العالم الذين كانوا من الركائز الأساسية في بناء الدولة السودانية. ورغم التحديات الكبيرة التي مرت بها البلاد، خصوصًا في فترات الحرب، كان هؤلاء الرجال رمزًا للكفاح والصبر.
البداية والنشأة:
نشأ الدكتور عباس في بيئة عائلية ملتزمة بالمبادئ الإسلامية التي شكلت شخصيته، واهتم منذ صغره بتعليم دينه وعلمه. حصل على درجة البكالوريوس في أصول الفقه من جامعة أم درمان الإسلامية، ومن ثم أكمل دراسته العليا في جامعة القرآن الكريم، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بتقدير ممتاز. عُرف بقدراته العالية في الإدارة وحسن تعامله مع الجميع.
المسيرة الأكاديمية والإدارية:
عمل الدكتور عباس في عدة مناصب أكاديمية وإدارية في جامعة القرآن الكريم، حيث شغل منصب وكيل الجامعة حتى عام 2019، وكان أيضًا مديرًا للمدينة الجامعية. كما شغل عدة وظائف إدارية أخرى، منها وكيل عمادة شؤون الطلاب ومدير إدارة العلاقات العامة. وقد أسهم بشكل كبير في تطوير النظام الإداري في الجامعة، وأثبت جدارته في إدارة مختلف الملفات.
النشاط الاجتماعي والتوعوي:
لم يقتصر دور الدكتور عباس على العمل الأكاديمي فقط، بل كان دائمًا حريصًا على خدمة مجتمعه. فقد قام بتنشيط الشباب وتوعيتهم عبر محاضرات وخطب في المساجد، موجهًا إياهم لعدم الانضمام إلى المليشيات المسلحة، ومرشدًا إياهم للابتعاد عن العنف والفوضى.
الحرب وتهديدات المليشيات:
بعد اندلاع الحرب في السودان، تعرض الدكتور عباس لمحاولة اغتيال من قبل ضباط في قوات الدعم السريع الذين سعوا لتصفيته داخل منزله. ولكن بفضل الله، تمكن ابنه، بمساعدة الجيران، من تهريبه إلى مناطق الجيش السوداني ليلاً، تاركًا منزله وأسرته خلفه. وقد أوصى أبناءه بالخروج حفاظًا على حياتهم.
المعاناة والتحدي في مناطق النزاع:
انتقل الدكتور عباس إلى منطقة القضارف حيث بحث عن مصدر رزق له. هناك، عمل في مشاريع السمسم في منطقة البيضاء بمحلية قلع النحل، حيث شارك في زراعة وحصاد محاصيل السمسم. رغم الصعوبات التي واجهها في هذا المجال الزراعي، إلا أنه أصر على المضي قدمًا لتأمين حياة كريمة له ولأسرته. بعد موسم حصاد المحاصيل، انتقل إلى مدينة القضارف للعمل مع أحد أقاربه في مجال مواد البناء، لكن أثناء هذه الفترة أصيب بحمى الضنك، إلا أنه لم يثنه ذلك عن الاستمرار في عمله.
تحديات جديدة في الثورة:
مع تصاعد الأحداث، انتقلت أسرته إلى منطقة الثورة 75 بعد أن تم أسر ابنه من قبل قوات الدعم السريع، ولكن بتوفيق الله تم الإفراج عنه. ورغم هذه المحن، استمر الدكتور عباس في توجيه وإرشاد المجتمعات في المناطق المختلفة، مثل القضارف ثم من بعدها عاد الي منطقة الثورات، حيث واصل تقديم المحاضرات والأنشطة الخيرية والتعليمية في الجوامع، مما أكسبه احترام ومحبة أهالي هذه المناطق.
الاستمرار في الكفاح:
اليوم، وبعد مرور عامين على اندلاع الحرب، يواصل الدكتور عباس مسيرته في خدمة المجتمع، ملتزمًا بمبادئه الإسلامية والتربوية. على الرغم من الظروف الصعبة التي يواجهها، إلا أنه يظل رمزًا للصبر والكفاح، ويسعى بكل طاقته لإحداث التغيير والإصلاح في المجتمع.