متابعات _ انباء السودان _
في خطوة استراتيجية نحو تعزيز البنية التحتية وتوسيع آفاق التعاون الإقليمي، كشف المهندس أبوبكر أبو القاسم، وزير النقل السوداني، عن ترتيبات جارية لربط السكك الحديدية بين السودان ومصر، مؤكدًا أن لجنتين من كلا البلدين تم تشكيلهما للعمل على هذا المشروع الحيوي، الذي سيتكفل الصندوق الكويتي للتنمية بتمويله.
وأوضح الوزير خلال المؤتمر التنويري لوزارة الثقافة والإعلام، الذي نظمته وكالة السودان للأنباء (سونا) ظهر اليوم بقاعة جهاز المخابرات العامة بمدينة بورتسودان، أن الربط سيتم في منطقة أبوحمد، لمسافة تمتد نحو 350 كيلومترًا، مع ميزة تفضيلية لمرور الجزر ضمن الدراسة، مضيفًا أن كافة الخطوط المزمع إنشاؤها تتماشى مع المعايير العالمية في النقل الحديث.
وزارة النقل تتحدى الحرب وتمضي بخططها
أشار المهندس أبو القاسم إلى أن وزارة النقل، رغم الظروف الصعبة والحرب التي عطلت كثيرًا من المشروعات، تمضي قدمًا بخططها وبرامجها الطموحة لما بعد الحرب، مضيفًا أن الوزارة تضم تسع وحدات وهيئات وشركات، من أبرزها:
-
هيئة الموانئ البحرية
-
هيئة السكة الحديد
-
هيئة وادي النيل للملاحة البحرية
-
هيئة النقل النهري
-
الشركة السودانية للنقل النهري
-
هيئة النقل البري
وأكد أن جميع هذه الوحدات هي كيانات اقتصادية فاعلة ومستمرة في العمل، رغم التحديات.
الموانئ البحرية.. القلب النابض للاقتصاد السوداني
وفيما يخص هيئة الموانئ البحرية، أشار الوزير إلى أنها تعد البوابة البحرية الكبرى للبلاد، وتساهم مساهمة نوعية في الاقتصاد الوطني، مؤكدا أن جهودًا تبذل حاليًا من أجل إعادة تشغيل شركة “سودان لاين” بعد فقدانها لكل بواخرها بسبب ظروف مختلفة، مشيرًا إلى أن هناك ترتيبات جارية لاستعادتها إلى الخدمة مجددًا.
عودة الخطوط الحديدية التاريخية للعمل من جديد
أما فيما يتعلق بمرفق السكك الحديدية، فقد أشار وزير النقل إلى تحديات كبيرة تواجه هذا القطاع الحيوي، لافتًا إلى أن هناك جهودًا مكثفة لإعادته إلى مجده السابق، وأعلن في هذا السياق عن مشروع لإعادة تشغيل الخط الشرقي الذي يربط بين بورتسودان، هيا، كسلا، القضارف، وسنار، وصولاً إلى الدمازين.
وأكد أن إزالة هذا الخط في السابق كانت “كارثة حقيقية” بالنظر إلى أهمية المنطقة التي يخدمها، لكنه بشّر بانطلاق العمل لإعادة هذا الخط خلال بداية العام الجاري، ما يعزز فرص التواصل الاقتصادي والاجتماعي بين الولايات الشرقية والوسطى.
النقل الجوي ينهض من جديد
وفي مجال النقل الجوي، أشار الوزير إلى أن مطار بورتسودان يشهد حركة نشطة لعدد من الشركات الوطنية مثل “تاركو”، و”بدر”، و”سودانير” الناقل الوطني، موضحًا أن هناك خططًا لإضافة طائرات جديدة إلى الأسطول الجوي سيتم الإعلان عنها لاحقًا.
وأشار كذلك إلى تحديثات كبيرة في مدرج مطار بورتسودان ومواقف الطائرات، بما يتيح مزيدًا من الانسيابية في حركة الطيران المحلي والدولي.
تكامل ثلاثي في منظومة النقل
وفي ختام تصريحاته، أكد المهندس أبو القاسم على رؤية الوزارة في تحقيق التكامل بين السكك الحديدية، والنقل النهري، والبري، بهدف الوصول إلى منظومة نقل متكاملة تربط بين المحطات، الأسواق، والمنازل، مشيرًا إلى وجود مشروعات واعدة في مجالات النقل النهري خصوصًا في مدينة كوستي.
وتؤكد هذه الخطط أن وزارة النقل تسعى بقوة لتحويل السودان إلى مركز إقليمي للنقل المتكامل متعدد الوسائط، رغم التحديات والدمار الذي ألحقته الحرب بقطاعات حيوية.