انباء السودان |
صعّدت وزارة الخارجية السودانية من لهجتها تجاه كينيا، متهمة إياها بمحاولة إشعال فتيل الأزمة السودانية من جديد، بعد تسريبات عن نية نيروبي احتضان مؤتمر جديد لقوات الدعم السريع وحلفائها. وترى الخرطوم في هذا التحرك امتدادًا لاجتماعات فبراير الماضي التي احتضنتها العاصمة الكينية، وأفضت إلى إعلان تشكيل ما وصف بـ “الحكومة الموازية”، في خطوة أثارت غضب السودان ووصفها بأنها تدخل فج في شؤونه الداخلية ودعم صريح لجهات تهدد وحدة البلاد.
وتفاقمت التوترات بين الجانبين بعد الاجتماع الذي عقد في نيروبي مطلع هذا العام، بمشاركة قوى سياسية ومدنية متحالفة مع الدعم السريع، وانتهى بتوقيع ميثاق سياسي يسعى لتأسيس حكومة بديلة في بورتسودان. وأكدت الخارجية السودانية أن هذه التحركات لا تعني سوى دعم لمحاولات تقسيم السودان، وتعتبر بمثابة إعلان حرب غير مباشر ضد الدولة السودانية.
وفي بيان رسمي صدر السبت، شدد المتحدث باسم الخارجية السودانية على أن “مليشيا الجنجويد” تواصل ارتكاب جرائم مروعة ضد المدنيين في دارفور، وسط هجمات ممنهجة تستهدف معسكرات النازحين، راح ضحيتها عدد من الأبرياء بينهم نساء وأطفال. واعتبر أن المساعي الكينية لاستضافة مؤتمر جديد ليست سوى غطاء سياسي لدعم المليشيات المتورطة في هذه الانتهاكات، مما يثير قلقاً بالغاً بشأن أمن الإقليم بأسره.
وأضاف البيان أن التحركات الكينية أثارت أيضاً موجة استنكار دولية، إذ أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق من التداعيات الخطيرة المحتملة لهذا التصعيد، محذرًا من أن هذه الخطوات قد تدفع السودان إلى مزيد من الانقسام وتفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية.
كما ندد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بهذا التوجه، وأصدر بياناً في 11 مارس 2025 دعا فيه كافة الدول الأعضاء إلى الامتناع عن تقديم أي دعم سياسي أو لوجستي لأية جهة تسعى لإقامة كيان موازٍ في السودان، في إشارة واضحة إلى التزام المجلس بمبادئ الحفاظ على استقرار ووحدة الدول الأعضاء.
واختتمت الخارجية السودانية بيانها بتحذير صارم، معتبرة أن دعم كينيا المستمر للمليشيات المسلحة يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الاتحاد الأفريقي، ودعت المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم أمام ما وصفته بأنه “مغامرة خطيرة تهدد الأمن الإقليمي وتقوض سيادة السودان”.