حفي تطور خطير يعكس حجم التصدع داخل مليشيا الدعم السريع، أفادت مصادر مطلعة بأن عناصر تابعة للمليشيا أقدمت على إطلاق النار على مستشارها السابق وعضو المجلس التشريعي السابق بشمال كردفان، أحمد الأمين العالم، عقب اعتقاله نهار أمس.
المعلومات تشير إلى وجود خلافات حادة بينه وبين بعض المجموعات النافذة داخل التشكيل المسلح، ويبدو أن النزاع انتهى بمحاولة تصفية مباشرة، حيث أصيب العالم في صدره وعدة مواضع أخرى، وسط أنباء غير مؤكدة عن وفاته لاحقًا متأثرًا بجراحه.
اللافت أن الحادثة قوبلت بارتياح شعبي واسع في القرى المجاورة، خاصة في مناطق الطينة والديكية وأبوحراز، ما يعكس حجم الغضب الشعبي من ممارسات الرجل خلال فترات هيمنته، لا سيما في قضايا جبايات الزكاة واستغلال النفوذ.
تفكك داخلي واضطراب في صفوف المليشيا
الحادثة ألقت الضوء على ما يبدو أنه حالة من الانفلات داخل الدعم السريع، إذ تصاعدت حدة الانقسامات والانشقاقات، بالتزامن مع خسائر ميدانية متلاحقة في شمال كردفان، تحديدًا في مناطق بليط، وادي الكر، الوحراز، والجمامة.
القوة القادمة من دارفور، التي كانت تطمح في تثبيت وجودها، اصطدمت بمقاومة شرسة من قوات الهجانة والصياد، والتي تمكنت من إلحاق خسائر مباشرة تمثلت في تدمير 15 آلية في أول يوم، وأجبرت المليشيا على الانسحاب في شكل مجموعات متفرقة.
المزيد من المشاركات
شمال كردفان: من ساحة توتر إلى ملامح تعافٍ
في ظل هذا التراجع الواضح للمليشيا، بدأت حكومة الولاية تتجه لإعادة ترتيب المشهد المدني، فعقدت اجتماعًا موسعًا يخص انطلاقة الموسم الزراعي، ما يشير إلى عودة نسبية للاستقرار. فهل تكون تلك التحولات بداية النهاية لهيمنة الدعم السريع على المشهد الميداني؟
المحور الغربي يشتعل
أما في المحور الغربي، فقد تواصلت الضربات على امتداد الأسبوع في مناطق بارا، جبرة، حمرة الشيخ، وأم قرفة، حيث أجبرت مليشيا الدعم السريع على التراجع نحو الجبال والوديان، وسط حالة من الارتباك والتوجس.
وفي تطور لافت، استهدفت ضربات دقيقة مقرات القيادة ومخازن السلاح في منطقة ساقية حامد بازنقر، وأسفرت عن تدمير 7 عربات وقتل ثلاثة من القادة و71 من عناصرهم، بحسب مصادر خاصة.
دار الريح تشتعل.. والمليشيا في مهب الريح
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن المليشيا باتت أمام معركة بقاء محفوفة بالخسائر والانقسامات، فهل تدفع الضربات المركزة فلول الدعم السريع للهروب من جحيم دار الريح، أم أن الأيام القادمة ستشهد مفاجآت حاسمة على الأرض؟