في خطوة تعكس مؤشراً قوياً على استعادة الثقة بالوضع الأمني في السودان، أعلنت كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر رسمياً عودة بعثتيهما الدبلوماسيتين للعمل من مقري سفارتيهما في قلب العاصمة الخرطوم، وذلك عقب أشهر من التوقف نتيجة النزاع المسلح.
وشهدت الخرطوم صباح اليوم مراسم رفع علمي البلدين على ساريتي سفارتيهما، إيذاناً بعودة دبلوماسية مباشرة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب، حيث تفقد السفير القطري محمد بن إبراهيم السادة مبنى سفارته المتضرر واطّلع على حجم الخسائر، مشدداً على جاهزية بلاده لاستكمال أعمال الصيانة وعودة البعثة الدبلوماسية بكامل طاقمها قريباً.
في المقابل، وصل السفير السعودي علي بن جعفر إلى الخرطوم وسط استقبال رسمي من والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة، وعدد من القيادات التنفيذية والأمنية. وتجوّل السفير في مقر السفارة ووقف على حجم الدمار ونهب الممتلكات، معلناً انطلاق عمليات الترميم على الفور، قبل أن يرفع علم المملكة إيذاناً بعودة السفارة إلى العمل رسمياً.
وأكد والي الخرطوم أن الولاية دخلت مرحلة جديدة من التعافي بعد دحر المليشيات المتمردة، مشيداً بالدعم المتواصل من السعودية وقطر، الذي لم ينقطع في أوقات الحرب ولا بعدها.
من جهته، أعلن السفير السعودي عن تدشين مشروع إغاثي جديد يشمل توزيع 5 آلاف سلة غذائية للمتضررين، إلى جانب التزام المملكة بإعادة تأهيل خمس مستشفيات رئيسية في الولاية، وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية، فضلاً عن دعم مبادرات رعاية الأيتام والخدمات اللوجستية.
عودة السفارتين الخليجيتين إلى الخرطوم تُعد دليلاً واضحاً على عودة تدريجية للاستقرار، ومقدمة متوقعة لتحركات دبلوماسية أخرى قد تعيد الحياة السياسية والدولية إلى العاصمة السودانية بعد شهور من العزلة والنيران.