في مشهد إنساني بالغ القسوة، فرضت مليشيا الدعم السريع حصارًا شاملاً على منطقة صالحة، حيث استولت على جميع المرافق الصحية وحولتها إلى مراكز طبية عسكرية لمعالجة جرحاها، مانعة آلاف المدنيين من الوصول إلى أبسط حقوقهم في الرعاية الصحية.
ومع اشتداد الأزمة، شهدت المنطقة تفشيًا خطيرًا لوباء الكوليرا، وسط انهيار كامل للمنظومة الصحية، وإغلاق الصيدليات خشية السلب والنهب. وبحسب التقارير المحلية، تم تسجيل أربع حالات وفاة جديدة اليوم الإثنين 28 أبريل 2025، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا مع استمرار غياب التدخلات الطبية.
أوضاع السكان تتدهور بسرعة مع تصاعد الإصابات وعجزهم عن مغادرة منازلهم، خوفًا من بطش مليشيا الدعم السريع، التي لا تتورع عن تنفيذ إعدامات ميدانية بحق المدنيين، كما حدث مؤخرًا أمام مدرسة الوصال.
وفي مواجهة هذا الوضع الكارثي، وجهت لجان مقاومة صالحة المركزية نداءً عاجلًا إلى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، مطالبة بتدخل فوري لإنقاذ آلاف الأرواح المهددة بالموت جوعًا ومرضًا، كما دعت القوات المسلحة السودانية إلى تحمل مسؤولياتها والعمل العاجل على فك الحصار وتأمين وصول المساعدات قبل أن تتحول صالحة إلى مأساة إنسانية كبرى.
“الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار، وعاجل الشفاء لمصابينا”، ختمت اللجان بيانها، مؤكدة أن الزمن ينفد لإنقاذ ما تبقى من أرواح في صالحة.