انباء السودان

الفاشر .. تفاقم الاوضاع المأساوية بمخيم زمزم

انباء السودان

0

كشفت مصادر ميدانية من مدينة الفاشر بشمال دارفور عن تدهور إنساني بالغ يضرب مخيم زمزم للنازحين، الذي يعيش منذ أسابيع تحت حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع بعد سيطرتها عليه في 14 أبريل، إثر معارك طاحنة مع القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة، والتي انسحبت لاحقًا إلى داخل الفاشر.

الوضع داخل المخيم، بحسب شهادات من نازحين ومواطنين، يقترب من الكارثة. آلاف الأسر محتجزة بلا منفذ، وسط ندرة حادة في الغذاء والدواء، وغياب تام لأي تدخل إنساني فاعل. وأفادت النازحة حواء محمد صالح، التي تسللت إلى منزلها داخل المخيم لجمع بعض الحاجيات، بأن قوات الدعم السريع منتشرة بكثافة، مع نقاط تمركز ثابتة تمنع الحركة، مشيرة إلى أنها بالكاد تمكنت من الخروج ببعض الذرة، وسط مشهد يطغى عليه الخوف وتكرار حوادث النهب لمنازل السكان.

من جانبه، قال شاهد عيان يدعى إبراهيم أبكر – فر إلى بلدة طويلة – إن السكان داخل المخيم باتوا يعتمدون على ما تبقى من مؤن منزلية وبعض الإمدادات المحدودة التي تقدمها قوات الدعم السريع. وأكد أن تلك القوات زوّدت بعض محطات المياه بالوقود والطاقة الشمسية لتسيير الحد الأدنى من الخدمات، لكن ذلك لا يغير من واقع الانهيار شبه الكامل للخدمات، حيث توقف المركز الصحي الوحيد عن العمل، كما أُغلق السوق الرئيسي، وتم نهب أجهزة الإنترنت “ستارلينك” ومنع استخدامها.

 

وبحسب إفادات محلية، فإن المبادرات الإنسانية التي كانت تُنقل النازحين إلى مناطق أكثر أمانًا توقفت تمامًا، في وقت تعجز فيه الأسر عن الهروب بسبب الطرق المغلقة أو سيطرة مجموعات مسلحة تمارس الابتزاز والخطف على الطرق المؤدية إلى بلدات مثل دار السلام وشنقل طوباي.

 

وتُقدّر مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية عدد المحاصرين داخل مخيم زمزم بنحو 180 ألف شخص، مقابل نزوح أكثر من 300 ألف إلى طويلة، وقرابة 83 ألف إلى مدينة الفاشر، بينما توزعت أعداد أقل على بلدات كبكابية وكتم ودار السلام ومليط.

تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد عسكري واسع تقوده قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، حيث تسعى لإحكام قبضتها على الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني بالمنطقة، بعد أن بسطت سيطرتها على أربع من العواصم الإقليمية خلال العام الماضي.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.