كشفت مصادر مسؤولة في الولاية الشمالية عن توافد متسارع للنازحين الفارين من جحيم الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لاسيما من ولاية شمال دارفور ومناطق جنوبي أم درمان. ووفقاً لتقارير حصلت عليها “سودان تربيون”, فقد تجاوز عدد الفارين نحو 8 آلاف نازح، بينهم أكثر من ألف أسرة وصلت من مناطق المالحة، زمزم، وطويلة في دارفور.
وأوضح مسؤول محلي أن موجة النزوح طالت كذلك مناطق الصالحة والجموعية، حيث استقرت 544 أسرة نازحة في مدن وقرى بمحلية الدبة، أبرزها الدبة، قوشابي، والتضامن.
وفي تصريح صحفي، نبّهت منسقة مفوضية العون الإنساني بمحلية الدبة، كوثر قيلي، إلى تصاعد وتيرة النزوح، مشيرة إلى وصول ما بين 15 إلى 20 أسرة يومياً، مع توقعات بزيادة الأعداد في الأيام القادمة.
كوثر أطلقت نداءً مستعجلاً للمنظمات الإنسانية، مطالبة بإغاثة الأسر النازحة من المالحة، زمزم، والجموعية، مشيدة بجهود برنامج الغذاء العالمي الذي وفر مساعدات غذائية لنحو 4500 نازح.
في ذات السياق، حذرت كوثر من ظهور حالات إصابة بالكوليرا وسط النازحين، لكنها أكدت أن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية تمكنتا من احتواء الوضع، في وقت وصفت فيه الوضع الصحي بالـ”مراقب وتحت السيطرة”.
النداء الإنساني في الشمالية يعكس حجم الكارثة المتفاقمة، وسط أوضاع إنسانية وصحية تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، في ظل استمرار القتال وغياب حل سياسي شامل.