رغم تداعيات الحرب والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب السودان منذ عامين، لا تزال بعض روافد الإنتاج الوطني صامدة، تقدم نماذج ملهمة للاستمرارية والتحدي.
وفي هذا الإطار، أعلنت شركة بايوسلكس المحدودة بولاية القضارف عن تصدير 350 ألف طن من الصمغ العربي إلى أسواق عالمية تشمل الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا وبلجيكا.
القضارف تتصدر المشهد
مدير الشركة بالولاية، المهندس يسن الجيلي محمد عمر، أوضح أن مصنع الصمغ العربي بالقضارف تم إنشاؤه اعتماداً على وفرة هذا المحصول الاستراتيجي في مناطق مثل قلع النحل وبازورا والعزازة.
وأضاف أن المصنع يعتمد على تقنيات متقدمة لفرز وتنقية الصمغ، كما يخضع المنتج لاختبارات جودة دقيقة في معامل حديثة، ما مكن الشركة من الحصول على شهادة “الأيزو” العالمية.
منتج سوداني بجودة عالمية
وتتضمن الشحنات المُصدّرة عدة أشكال من الصمغ، منها الصمغ المطحون ميكانيكياً، والنقي، والحبيبي، وهو ما جعله مطلوباً عالمياً لدخوله في صناعات غذائية ودوائية حساسة.
المسؤولية المجتمعية: التعليم والوظائف
ولم تغفل الشركة عن التزاماتها المجتمعية، حيث ساهمت في إنشاء مدارس لمحو الأمية، ووفرت أكثر من 100 فرصة عمل يومياً للعمالة المؤقتة، في خطوة لدعم التعليم المحلي ورفع مستوى المعيشة في المجتمعات المنتجة.
فرصة ناتجة عن الأزمة
وأشار الجيلي إلى أن الحرب التي أدت إلى تعطل الإنتاج في مناطق الغرب، أسهمت في رفع الطلب على صمغ القضارف، ما منح الشركة فرصة لتوسيع نشاطها التصديري.
وكشف أن الشركة تنفذ حالياً برامج تدريبية لصغار المنتجين لتحسين أساليب حصاد شجرة الهشاب ورفع جودة الإنتاج بما يضمن المنافسة في الأسواق العالمية.
بين الحرب والتنمية… ينهض الصمغ العربي
في بلد تتآكل فيه قطاعات الإنتاج تحت ضغط الصراع والانهيار، يبرز الصمغ العربي كمورد استراتيجي قادر على إعادة رسم خريطة الاقتصاد السوداني، إن وُجدت الإرادة والسياسات الداعمة.