في خطوة تثير الكثير من التساؤلات، تستعد مدينة ليون الفرنسية لاستضافة منتدى سوداني غير تقليدي في الفترة من 19 إلى 21 يونيو، تحت لافتة اقتصادية، لكنه يحمل في طياته أبعاداً سياسية قد تكون حاسمة في مسار الأزمة السودانية.
واجهة اقتصادية ومضامين سياسية
المنتدى الذي يحمل طابع “ورشة عمل اقتصادية” ينظمه نادي رجال الأعمال السودانيين في المهجر (SDiBC)، بإشراف منظمة Promedcion الفرنسية، وبدعم من مركز المشاريع الدولية الخاصة الأمريكي (CIPE).
ويُروج له كمبادرة لاستقطاب استثمارات في مجالات الزراعة والتكنولوجيا والطاقة، خاصة من السودانيين المقيمين في دول أفريقية مثل رواندا وأوغندا وكينيا وتنزانيا.
لكن خلف هذه الواجهة التنموية، تبدو المؤشرات واضحة على أن الهدف الحقيقي يتجاوز الاقتصاد. فطبيعة الشخصيات المدعوة، والجهات الراعية، وحجم التكتم المصاحب للتحضيرات، كلها عوامل تعزز فرضية أن المنتدى يمثل محاولة لفتح قناة تفاوضية جديدة بين أطراف النزاع السوداني.
فرنسا تهيئ ليون لمفاوضات سلام مغلّفة بالاقتصاد
مصادر دبلوماسية مطلعة كشفت أن الحكومة الفرنسية، من خلال منظمة Promedcion، تسعى إلى تهيئة مدينة ليون لتكون منصة سرية لبدء حوار سياسي حول مستقبل السودان، في ظل استعصاء الحلول العسكرية واتساع رقعة الكارثة الإنسانية.
وبحسب هذه المصادر، فإن فرنسا تسعى إلى لعب دور الوسيط الدولي عبر مقاربة “ناعمة”، تبدأ من الاقتصاد وتمهد لمسار تفاوضي غير معلن رسمياً حتى اللحظة.
حضور معارضين بارزين يزيد من أهمية المنتدى
المشاركة المؤكدة لقيادات مؤثرة مثل عبد العزيز الحلو، زعيم الحركة الشعبية – شمال، والقيادي في تحالف “صمود وتأسيس” سليمان صندل، تعزز من أهمية الحدث، وتكشف عن أجندة أعمق تتجاوز المشاريع الاستثمارية.
ورغم غياب إعلان رسمي عن أجندة سياسية، إلا أن هذا المنتدى يبدو أشبه بمقدمة لمشهد سياسي جديد، قد يعيد تشكيل خريطة الصراع السوداني بمباركة دولية خلف الأبواب المغلقة.