انباء السودان

بعد الضربات الدقيقة بمطار نيالا الدعم السريع يتخذ خطوة

0

كشفت مصادر أمنية مطّلعة عن كواليس مثيرة أعقبت الضربات الجوية المحكمة التي نفذها سلاح الجو التابع للجيش السوداني، مستهدفًا مواقع استراتيجية داخل مطار نيالا بولاية جنوب دارفور، في هجوم وُصف بـ”الدقيق والمفصلي”، أسفر عن تدمير مخازن أسلحة وطائرات مسيّرة تعود لمليشيا الدعم السريع، مما تسبب في خسائر فادحة وإرباك واسع وسط قياداتها الميدانية.

 

في أعقاب الهجوم، سارعت قيادة الدعم السريع إلى عقد اجتماع طارئ مساء السبت، ناقشت فيه تداعيات الضربة الجوية التي أفقدتها جزءًا كبيرًا من قدرتها اللوجستية في المنطقة.

ووفقًا للمعلومات، فإن الهجوم أحدث شللًا مؤقتًا في منظومة الإمداد، ما دفع قيادة المليشيا إلى اتخاذ قرارات عاجلة لإعادة ضبط الوضع الأمني والتنظيمي حول المطار.

 

وفي تحوّل لافت داخل بنية الدعم السريع، أصدرت القيادة أوامر فورية بإبعاد عدد من القبائل التي كانت تشارك في تأمين المطار، شملت تحديدًا البني هلبة والمسيرية، والإبقاء فقط على عناصر من قبيلة الرزيقات، التي تُشكّل الحاضنة القبلية الأساسية لقائد المليشيا محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

هذا القرار تزامن مع سحب العناصر القبلية من مواقع القيادة في المتحركات العسكرية، في خطوة تعكس تصاعد حالة التوجّس وانعدام الثقة داخل صفوف المليشيا.

 

وتتزايد المؤشرات على تصدع داخلي بدأ يتشكّل في جسم الدعم السريع، حيث أبدت بعض المكونات القبلية استياءها العلني من تهميشها، وعبّرت عن رفضها لما وصفته بـ”احتكار القرار” لصالح الرزيقات فقط، ما ينذر بإمكانية نشوب انقسامات ذات طابع قبلي قد تعصف بوحدة التشكيل المسلح وتُضعف تماسكه.

 

من جهة أخرى، تتابع استخبارات القوات المسلحة تحركات الدعم السريع عن كثب، حيث رُصدت عمليات إخلاء سريعة لمواقع داخل نيالا بعد الضربة، مع نقل قيادات ميدانية إلى مناطق بديلة خشية هجمات جديدة، في وقت لجأت فيه المليشيا إلى أساليب تمويه وتنقل ليلي تعكس ارتباكًا واضحًا في بنيتها العملياتية.

 

مصادر تحدثت عن ضغوط متزايدة يواجهها حميدتي من داخل صفوفه، على خلفية فشله في حماية واحد من أهم معاقل الدعم والإمداد في دارفور، وسط حديث عن تغييرات مرتقبة في قيادات الصف الأول للمليشيا، يُراد منها تطويق أزمة الثقة وتفادي انفجارات داخلية محتملة.

 

ويرى مراقبون أن هذه التطورات تصبّ في مصلحة الجيش السوداني، الذي يراهن على تفكيك التحالفات القبلية التي تُحيط بقيادة الدعم السريع، باعتبار ذلك أحد مفاتيح النصر الاستراتيجي في معركة دارفور.

وإذا ما استمرت الضربات النوعية بهذا المستوى من الدقة والتأثير، فقد يتحول التصدع القبلي داخل المليشيا إلى بداية لانهيار تدريجي يصعب احتواؤه.

 

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.