في تطور ينذر بالخطر، أعلنت غرفة طوارئ مدينة الجنينة عن رصد ست إصابات مؤكدة بالكوليرا، بينها حالتي وفاة، وسط مؤشرات على أن الأعداد الحقيقية تتجاوز بكثير ما تم توثيقه رسميًا. ووفقًا لتقارير ميدانية ومصادر طبية تحدثت للغرفة، فإن العديد من المصابين يفارقون الحياة قبل الوصول إلى المستشفيات، بينما يعزف البعض عن التوجه للمراكز الصحية نتيجة الخوف أو انعدام الثقة.
وأكدت الغرفة أن منظمات إنسانية بدأت في تجهيز مركز عزل جديد داخل داخلية الزهراء بحي المدارس، بهدف استقبال الحالات المؤكدة، مشيرة إلى أن الاستجابة حتى الآن تقودها جهات مثل منظمة أطباء بلا حدود والوكالة الطبية الدولية، اللتين وفرتا أدوية علاجية ووقائية بصورة عاجلة.
الغرفة طالبت بتدخل فوري من منظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات الدولية، في ظل هشاشة النظام الصحي وتدهور البنية التحتية، داعية المواطنين إلى تفادي المياه والطعام الملوثين.
جنوب دارفور تسجل حالتين جديدتين
وفي نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل حالتين جديدتين بالكوليرا يوم الأحد، ليرتفع إجمالي الحالات إلى 96 إصابة و6 وفيات منذ ظهور المرض في السابع والعشرين من مايو الماضي. وأفاد التقرير اليومي للإدارة العامة للطوارئ الصحية بأن حالة واحدة تماثلت للشفاء وغادرت المستشفى.
وتواصل الفرق الصحية حملات تعقيم المياه والتوعية المجتمعية في محاولة لاحتواء التفشي، وسط تحذيرات من توسع دائرة العدوى.
المزيد من المشاركات
153 إصابة في سنار.. والقلق يتصاعد
أما في ولاية سنار، فقد كشف وزير الصحة المكلف د. إبراهيم العوض عن بلوغ إجمالي حالات الاشتباه 153 حالة، بينها 9 وفيات. وتوزعت الحالات بين مراكز العزل في سنار وسنجة وأبو حجار واللكندي، في حين استقبلت الولاية حالات وافدة من ولايات أخرى مثل الجزيرة والقضارف.
الوزارة أقرت بحاجة مراكز العزل إلى دعم عاجل، فيما أكدت منظمة أطباء بلا حدود البلجيكية عزمها إرسال خيم طبية وإمدادات دوائية لتعزيز الاستجابة في المناطق المتضررة.
وشدد مسؤولو الصحة في الولاية على ضرورة التوسع في أنشطة التوعية البيئية والتعقيم، مع تفعيل دور المنظمات الإنسانية لتغطية الفجوات، خاصة في المناطق ذات الهشاشة الصحية.
الخرطوم.. بارقة أمل مع انحسار الحالات
وفي المقابل، سجلت ولاية الخرطوم تحسنًا ملحوظًا، حيث أعلنت وزارة الصحة عن تراجع في أعداد الإصابات بالكوليرا، وأكدت استمرار الحملات التوعوية وحث المواطنين على اتباع الإجراءات الوقائية، من بينها غلي المياه، واستخدام مياه الشرب المكلورة، ودفن المخلفات بطريقة صحية.
ورغم التحسن في الخرطوم، إلا أن الوضع في ولايات دارفور وسنار لا يزال يتطلب تدخلًا أكبر وسريعًا قبل أن تتحول الإصابات إلى كارثة صحية واسعة النطاق.