انباء السودان

اختفاء سفينة المساعدات “مادلين “المتجهة إلى قطاع غزة

0

في عملية وصفت بأنها “قرصنة بحرية”، صعدت قوات كوماندوز إسرائيلية فجر الاثنين على متن سفينة “مادلين”، التابعة لتحالف أسطول الحرية، أثناء توجهها إلى قطاع غزة محملة بمساعدات إنسانية. وأفاد التحالف بأن الاتصال بالسفينة انقطع بشكل مفاجئ، قبل أن يؤكد في وقت لاحق أن المتطوعين على متنها “تم اختطافهم” من قبل الجيش الإسرائيلي.

 

وجاءت العملية بعد ساعات من تحذيرات أطلقتها وزارة الخارجية الإسرائيلية للسفينة بتغيير مسارها، بزعم اقترابها من منطقة بحرية محظورة قبالة غزة. وبعد السيطرة عليها، أعلنت إسرائيل تحويل مسار “مادلين” إلى أحد موانئها، مؤكدة أن الركاب — ومن بينهم ناشطون دوليون ومواطنان تركيان — سيُعادون إلى بلدانهم.

 

وفي تحرك دعائي موازٍ، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أمر بعرض مشاهد من هجوم 7 أكتوبر أمام النشطاء المحتجزين، متهماً إياهم بأنهم “أدوات دعاية لحماس”، مضيفًا برسالة حادة: “عودوا أدراجكم، فلن تصلوا إلى غزة”.

 

ورغم محاولة إسرائيل تسويق العملية عبر منصاتها الرسمية على أنها إجراء أمني مشروع، تزايدت الإدانات الدولية بشكل سريع. فقد وصفت تركيا ما جرى بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي”، مشيرة إلى أن الهجوم وقع في المياه الدولية، واعتبرته “دليلاً جديداً على إرهاب الدولة” الذي تمارسه إسرائيل. أما إيران، فوصفت الحدث بأنه “عمل قرصنة” لا لبس فيه.

 

الأمم المتحدة بدورها عبرت على لسان مقررتها الخاصة بالأراضي المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، عن دعمها الكامل للمهمة، مؤكدة أن “الرحلة قد تكون توقفت، لكن الرسالة لم تمت”، داعية موانئ البحر المتوسط إلى التحرك الجماعي لإيصال المساعدات إلى غزة.

 

ونشر تحالف أسطول الحرية تسجيلات مصوّرة للناشطين المحتجزين، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، أكدت فيها أن “اعتراض السفينة تم في المياه الدولية”، واصفة ما حدث بأنه “اختطاف”. وقال التحالف إن النشطاء كانوا يتوقعون التعرض لاعتراض أو هجوم، لكنهم “لم يتراجعوا أمام التهديدات”.

 

وكانت “مادلين” قد أبحرت قبل أيام من صقلية الإيطالية محملة بالإمدادات الطبية والغذائية، وعلى متنها 12 ناشطاً من عدة دول أوروبية وأميركا الجنوبية. وقد وصلت قبالة السواحل المصرية قبيل اعتراضها، في مهمة تهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة، والذي تفاقم بعد حرب أكتوبر الأخيرة.

 

من جهته، شدد كاتس على أن إسرائيل “ستمنع أي محاولة لكسر الحصار”، سواء من البحر أو الجو أو البر، فيما دعا تحالف أسطول الحرية الحكومات الأوروبية إلى تحمل مسؤوليتها وحماية مواطنيها.

 

فيما قالت النائبة الأوروبية ريما حسن، التي كانت من بين منظمي المهمة، إن أكثر من 200 نائب أوروبي وقّعوا على رسالة تطالب إسرائيل بالسماح الفوري بدخول السفينة ومساعداتها إلى غزة، مؤكدة أن هذه الإجراءات “لن تسكت الأصوات المدافعة عن الكرامة والإنسانية”.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.