في تطور مفاجئ يعكس تعقيد المشهد الإقليمي، كشفت مصادر عسكرية متطابقة عن مقتل القيادي الليبي البارز عبد الحميد طارق، أحد أبرز وجوه “الصف الصلب” في قوات خليفة حفتر، خلال اشتباك مباشر مع وحدات من الجيش السوداني على الحدود الشمالية.
القيادي الليبي، الذي كان يُعد أحد العقول الميدانية المدبرة لعمليات حفتر في الجنوب الليبي، تشير المعلومات إلى أنه كان ينفذ مهامًا عسكرية بدعم إماراتي مباشر، في سياق دعم مليشيا الدعم السريع التي تخوض مواجهات مفتوحة مع الجيش السوداني.
وفي خطوة غير مسبوقة، وجّهت قيادة قوات حفتر اتهامًا صريحًا للجيش السوداني بالمسؤولية عن مقتل طارق، ما أزال الغطاء عن حجم التورط الليبي في الصراع السوداني، وفتح الباب أمام احتمالات تصعيد على جبهة لم تكن محسوبة ضمن مسارات النزاع الإقليمي.
ويرى محللون أن حفتر بات في وضع حرج، إذ يواجه جيشًا سودانيًا يمتلك خبرات قتالية متراكمة ويتحرك وسط دعم شعبي واسع، ما يجعل أي مغامرة عسكرية على تلك الجبهة محفوفة بالمخاطر.
الأكثر تعقيدًا – وفق تقديرات ميدانية – أن الدعم الإماراتي الذي توغل عبر بوابة ليبيا بات عبئًا ثقيلًا على حفتر نفسه، بعد أن انقلبت عليه معادلات الإقليم. فالصراع السوداني، بحسب مراقبين، لم يعد مجرد معركة حدودية بل أصبح معركة سيادة ضد مشروع خارجي يستهدف تفكيك الدولة السودانية.
في المقابل، تتابع القاهرة بقلق بالغ هذا التصعيد، خاصة أن أي انفجار محتمل في المثلث الحدودي قد يهدد أمنها الاستراتيجي جنوبًا، وقد يدفعها لإعادة تقييم موقفها من حفتر الذي قد يتحول من ورقة ضغط إلى عبء يصعب تحمله في معادلة إقليمية أكثر هشاشة وتعقيدًا.