في تطور لافت ضمن مسار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران منذ مطلع يونيو، نفذت إسرائيل سلسلة من العمليات النوعية التي استهدفت قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني، وأسفرت عن مقتل ثلاثة شخصيات رئيسية ذات تأثير مباشر في إدارة ملفات عسكرية إقليمية.
المصادر الاستخباراتية الإسرائيلية أكدت أن من بين القتلى سعيد إيزادي، الذي يُعرف بدوره السابق في قيادة “فيلق فلسطين” التابع لفيلق القدس، والمتهم بلعب دور محوري في تنسيق الإمدادات العسكرية إلى حركة حماس.
العملية التي أودت بحياته نفذت باستخدام طائرات مسيّرة متطورة استهدفت شقة سكنية في مدينة قم الإيرانية بدقة بالغة.
المزيد من المشاركات
كما طالت الهجمات بهنام شهرياري، المشرف على وحدة نقل الأسلحة والعتاد المعروف بوحدة “190”، والذي يُعد مسؤولًا عن تنظيم عمليات التسليح التي تدعم حلفاء طهران في المنطقة مثل حزب الله والحوثيين. استهدافه وقع خلال تحركه على طريق سريع في غرب إيران.
الضربة الثالثة أصابت أمين بور جودكي، الذي يترأس منظومة الطائرات المسيّرة في الحرس الثوري، ويُعتقد أن له دوراً محورياً في التخطيط للهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة التي استهدفت إسرائيل خلال العامين الماضيين.
هذه العمليات تحمل مؤشرات واضحة على انتقال إسرائيل لسياسة الضربات الوقائية التي تستهدف القيادات التي توصف بالمؤثرة في قلب المنظومة الإيرانية، في خطوة تنذر بتصاعد المواجهة بشكل قد يتجاوز الحدود المتعارف عليها.
في المقابل، صدرت تهديدات من طهران برد قاسٍ، وسط تحذيرات من مراقبين بأن الرد الإيراني قد لا يقتصر على استهداف إسرائيلي مباشر، بل ربما يتسع ليشمل ساحات إقليمية أخرى مما ينذر بتطور محتمل لأزمة أوسع في الشرق الأوسط.