كشفت مصادر طبية عن تصاعد مقلق في حالات الاعتداء على الأطباء بمستشفى دنقلا التخصصي بولاية الشمالية، وسط تحذيرات من أن استمرار هذه الهجمات يهدد استمرارية الخدمات الصحية ويعرض حياة الكوادر الطبية للخطر في ظل التدهور الأمني الذي تشهده البلاد.
وأفادت شبكة أطباء السودان أن طبيبين، هما المنذر عمرو (طبيب عمومي) ومنذر عادل (اختصاصي جراحة عامة)، تعرضا لاعتداء جسدي وتهديد مباشر بالقتل من قبل مرافقين لعدد من المصابين داخل أقسام الجراحة والطوارئ بالمستشفى.
واعتبرت الشبكة هذه الحادثة تصعيداً بالغ الخطورة يعكس حالة الانفلات الأمني المستمر.
الاعتداء لم يتوقف عند الضرب، بل امتد ليشمل الإهانات اللفظية لبقية أفراد الطاقم الطبي المناوب، مما تسبب في حالة من الفوضى والذعر داخل أروقة المستشفى. وأكدت الشبكة أن هذه الاعتداءات أصبحت نمطاً متكرراً، مشيرة إلى رصد ما لا يقل عن 11 حادثة مماثلة خلال الشهرين الماضيين، استهدفت الأطباء والكوادر التمريضية في خمسة أقسام مختلفة.
المزيد من المشاركات
وأعربت الشبكة عن دعمها الكامل للإضراب الذي أعلنه الأطباء في مستشفى دنقلا احتجاجاً على تكرار الاعتداءات وفشل السلطات في توفير الحماية اللازمة لهم، معتبرة أن الإضراب هو رد فعل مشروع تجاه تجاهل متطلبات السلامة المهنية.
وطالبت الشبكة الجهات المسؤولة بفتح تحقيق عاجل وشامل لمحاسبة جميع المتورطين في الاعتداءات الأخيرة، مع تفعيل القوانين التي تحمي الكوادر الطبية داخل المستشفيات. كما دعت لتحسين بيئة العمل ووضع آليات حماية فعالة تضمن سلامة الأطباء أثناء تأدية واجبهم.
يأتي هذا التصعيد في وقت يرزح فيه القطاع الصحي في السودان تحت وطأة أزمات متلاحقة بفعل الحرب وانهيار البنية التحتية ونقص حاد في الإمدادات الطبية والكوادر المدربة، ما يضاعف من حجم التحديات التي تواجه الأطباء في المستشفيات العامة.
وفي ختام بيانها، وجهت الشبكة نداءً للمجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والقانونية للتدخل السريع لوقف ما وصفته بـ”الانحدار المأساوي”، والعمل على حماية ما تبقى من الكوادر الطبية التي تتصدر خط المواجهة في هذه الظروف الإنسانية الحرجة.