انباء السودان

ما علاقة مصر بحميدتي؟

0

نفت أماني الطويل، الباحثة المتخصصة في الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، وجود أي قنوات اتصال قائمة بين الحكومة المصرية وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، مشيرة إلى أن المعلومات المتاحة لديها لا تدعم الحديث عن أي تواصل مباشر أو غير مباشر في الآونة الأخيرة.

 

وأوضحت الطويل، في لقاء مع قناة ألمانية، أن تصريحات حميدتي الأخيرة ترتبط بالأحداث العسكرية المتسارعة في المثلث الحدودي بين السودان ومصر، لا سيما بعد التحرك الأخير لقواته داخل الأراضي المصرية، واعتبرت ذلك التصرف إخفاقًا استراتيجيًا من جانبه.

وطرحت احتمالين للتعامل المصري مع الموقف: إما أن القاهرة قد اتخذت ردًا ميدانيًا مباشرًا، أو أن حميدتي يحاول استغلال الحادثة لصياغة مشهد سياسي جديد يُتيح له الاقتراب من دوائر القرار المصري كمنافس للجيش السوداني.

 

وأكدت الطويل أن القاهرة لا تنظر إلى السودان من زاوية قبلية أو جهوية، بل من منظور استراتيجي أشمل، يضع في الاعتبار وحدة الأراضي السودانية والحفاظ على استقراره باعتباره امتدادًا طبيعيًا للأمن القومي المصري.

واعتبرت أن أي موقف تتبناه الدولة المصرية يُبنى على تقديرات ومداولات عميقة، لا على تصريحات انفرادية أو تحركات تكتيكية.

 

وعند سؤالها عن مؤشرات تغيّر في السياسة المصرية تجاه الأزمة السودانية، أشارت إلى أن مثل هذا التحول – إن وُجد – لا يمكن أن يستند إلى خطابات أو تصرفات فردية، بل يتطلب مشاورات وموافقات مؤسسية أوسع، ما يجعل حدوث تغيير جذري في هذا التوقيت أمرًا مستبعدًا.

 

واختتمت الطويل حديثها بالإشارة إلى تحضيرات مكثفة تُجرى حاليًا لعقد لقاء سياسي رفيع في القاهرة، بمشاركة فاعلين سودانيين من مختلف الاتجاهات، وسط توقعات بأن يُمثل هذا الاجتماع فرصة لإعادة فتح مسارات الحوار والتفاهم حول سبل إنهاء الأزمة السودانية، بعيدًا عن التجاذبات الإقليمية والدولية.

 

ويأتي هذا التوجه المصري متسقًا مع موقف القاهرة الداعم لحلول داخلية سودانية خالصة، ورفضها لأي تدخلات خارجية من شأنها تعقيد المشهد، في وقت تتزايد فيه الحاجة لتسوية سياسية شاملة تُراعي التوازنات بين المكونات العسكرية والمدنية المختلفة داخل السودان.

 

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.