انباء السودان

في غضون ايام.. الدعم السريع يهجر 4الف أسرة بهذه المدينة

0

اجتاحت قوات الدعم السريع المتمردة قرى منطقة فضلية التابعة لمحلية بارا في ولاية شمال كردفان، مما أدى إلى موجة نزوح جماعي واسعة بعد تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين، الذين غادروا منازلهم تحت التهديد والقوة. تقع فضلية شرق منطقة أم قرفة بحوالي ثلاثين كيلومتراً، وعلى مسافة 17 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من مدينة جبرة الشيخ، وقد عاش سكانها خلال الأيام الماضية أجواء من الرعب والقلق إثر دخول القوات المسلحة غير النظامية إلى المنطقة، مستحضرين في أذهانهم صوراً دامية من ممارسات سابقة ارتكبتها تلك القوات.

 

في ظل تصاعد التهديدات، بادر أبناء المنطقة بتنظيم جهود شعبية لترحيل الأسر إلى مناطق أكثر أمناً، وبدأ التنسيق بين القرى المكونة لمنطقة فضلية الكبرى، والتي تضم السنطة، الطليح، أولاد حميد، أولاد جموع، مؤمن، والعتمور. تمكنت هذه اللجان من جمع أكثر من 250 مليون جنيه سوداني لتغطية نفقات الترحيل، حيث بلغت تكلفة العربة الواحدة نحو ستة ملايين جنيه، فيما تكفلت مجموعات استقبال بتنظيم الإيواء في مدينتي الدويم ودار السلام بأم درمان.

 

رغم محاولات التهدئة والتفاوض مع قوات الدعم السريع، قوبلت عملية الترحيل بالرفض، وبعد موافقة مبدئية تم التراجع عنها لاحقاً مع ازدياد أعداد الأسر المغادرة، الأمر الذي أجبر اللجان الشعبية على تنفيذ خطة إجلاء سرية، بدأت بتحرك الأهالي سيراً على الأقدام في مسارات بعيدة عن أنظار المليشيا، ليتم ترحيلهم لاحقاً إلى وجهات آمنة.

 

استمرت هذه العملية لأكثر من عشرة أيام، تمكنت خلالها اللجان من نقل ما يزيد عن أربعة آلاف أسرة، وسط مشقة بالغة عانى فيها الأطفال وكبار السن من ظروف قاسية، تسببت في تسجيل حالات وفاة وإصابات، في وقت اضطر فيه السكان إلى ترك كل ممتلكاتهم خلفهم، بما فيها المحاصيل، البضائع، الماشية، والعربات التي تعرضت للنهب.

 

أبناء المنطقة اتخذوا هذا القرار الصعب بدافع حماية أسرهم من خطر المليشيا التي لم تتورع عن الاعتداء على المدنيين دون تمييز. واليوم، يعيش معظم النازحين في مربعات دار السلام وأحياء أم درمان، في ظروف معيشية صعبة، ويواجهون مصيراً مجهولاً، في ظل غياب الدعم الرسمي والمساعدة العاجلة. وتبقى رسالتهم صرخة استغاثة إلى الجهات المعنية لمدّ يد العون، وإنقاذ ما تبقى من كرامتهم وأملهم في الحياة.

 

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.