دعا الإعلامي عثمان ميرغني، عبر مقالٍ بعنوان “الحوار مع الإمارات”، إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات السودانية الإماراتية، مشددًا على أن مصالح الشعوب يجب أن تكون أكبر من أي خلافات عابرة، مهما بلغ وقعها.
وأكد ميرغني أن على السودان أن يبادر من تلقاء نفسه إلى حوار مباشر مع دولة الإمارات، بعيدًا عن اجترار الماضي أو الغرق في تفاصيل الخلاف، موضحًا أن ما يجمع البلدين من روابط إنسانية واقتصادية وتاريخية يفوق بكثير ما فرّقته أحداث العامين الماضيين.
وأشار إلى أن استعادة التمثيل الدبلوماسي الكامل بين الخرطوم وأبوظبي يجب أن تكون نقطة الانطلاق، دون شروط مسبقة أو حسابات ضيقة، مؤكدًا أن القنوات الدبلوماسية الطبيعية هي الأداة الأقوى لإعادة بناء الثقة وتصفية الأجواء.
المزيد من المشاركات
وحذّر ميرغني من بعض الأصوات التي وصفها بـ”المعطّلة والبلا بصيرة”، والتي تحاول إلصاق موقفها بالقوات المسلحة زورًا، في حين أن الجيش، بحسب تعبيره، لا يتبنى خطاب القطيعة ولا يعارض مساعي الانفتاح على العالم.
وأوضح أن العلاقة مع الإمارات ليست شأناً عسكرياً أو أداةً للمناكفات السياسية، بل هي مصلحة وطنية تتصل بمصير مئات الآلاف من السودانيين المقيمين والعاملين هناك، والذين لم تنل منهم التوترات السياسية، بل ظلوا يعيشون بكرامة وأمان داخل المجتمع الإماراتي.
وختم ميرغني مقاله بالتأكيد على أن السودان الجديد يحتاج إلى سياسة خارجية متزنة، تنأى عن الشعارات الحماسية وتستند إلى عقلانية الدول، مشيراً إلى أن دولة بحجم وخبرة السودان، الذي تجاوز سبعين عامًا من عمر الاستقلال، يجب أن تكون شريكًا فاعلاً ومسؤولًا في محيطها الإقليمي والدولي.