شهدت مدينة الفاشر صباح الاثنين مواجهات عسكرية عنيفة امتدت عبر ثلاثة محاور رئيسية: الشمالي، الشمالي الشرقي، والجنوبي الغربي، رافقها قصف مدفعي كثيف استمر لساعات طويلة، مما أحدث حالة من الذعر والتوتر وسط السكان المدنيين.
وبحسب إفادات نقلها شهود عيان لراديو دبنقا، فقد بدأت المواجهات منذ الساعات الأولى للصباح، حيث باشرت قوات الدعم السريع قصفها المدفعي قبل أن تتقدم بهجوم بري منسق على مواقع الجيش السوداني والقوات المساندة له. واستمرت المعارك حتى الخامسة مساءً، أي نحو سبع ساعات متواصلة، وسط دوي القذائف وأصوات إطلاق النار التي ظلّت تُسمع حتى بعد توقف القتال.
المصادر المحلية أكدت أن القوات المسلحة السودانية، مدعومة بوحدات مساندة، تمكنت من صد الهجوم وإجبار قوات الدعم السريع على التراجع نحو حي أولاد الريف جنوب غربي المدينة، بالقرب من المقرات العسكرية. ورغم عودة هدوء نسبي، إلا أن أصوات الاشتباكات ظلت حاضرة، في إشارة إلى استمرار التوتر الأمني.
المزيد من المشاركات
وفي السياق ذاته، أصدرت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر بياناً أشادت فيه بصمود السكان في وجه الهجمات، مؤكدة أن النصر تحقق “رغم الخسائر البشرية”، وأن الأهالي دفنوا شهداءهم بقلوب تنزف لكنهم ثبتوا دفاعاً عن مدينتهم.
كما قامت اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر بتسليم مذكرة رسمية إلى مكتب الأمم المتحدة في بورتسودان، ونظمت موكباً ووقفة احتجاجية للتنديد بـ”الصمت الدولي” تجاه ما وصفته بـ”الحصار والانتهاكات” التي ترتكبها قوات الدعم السريع.
يُذكر أن مدينة الفاشر تخضع لحصار مستمر منذ 16 شهراً من قبل قوات الدعم السريع، في تحدٍ واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية مع نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية، في ظل غياب أي تدخل دولي لإنهاء الأزمة.