هل يهدد الزلزال سد النهضة؟ تطورات خطيرة على ضوء الهزة الأرضية”
متابعات _أنباءالسودان _ شهدت مناطق شمال إثيوبيا خلال الساعات الـ12 الماضية أربع هزات أرضية قوية، مما أثار مخاوف جديدة بشأن تأثير النشاط الزلزالي المتصاعد على سد النهضة، الذي يقع في منطقة جيولوجية نشطة تشهد نشاطًا زلزاليًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة.
ووفقًا لبيانات مراكز الرصد الزلزالي، سجلت أولى هذه الهزات مساء السبت 11 أكتوبر 2025 بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر، على عمق 10 كيلومترات، وعلى بعد نحو 600 كيلومتر شمال شرق السد. تلتها هزات أخرى بلغت قوتها 5 و4.2 و5.3 درجات في أوقات متفرقة خلال نفس اليوم.
وفي تعليق له، أكد أستاذ الجيولوجيا وخبير المياه الدكتور عباس شراقي أن إثيوبيا تعتبر من أكثر الدول الإفريقية تعرضًا للمخاطر الطبيعية، خصوصًا الزلازل والفيضانات. وأوضح أن التعديلات التي أجرتها السلطات الإثيوبية لزيادة السعة التخزينية لسد النهضة من 17 مليار متر مكعب إلى نحو 74 مليار متر مكعب تزيد من حجم المخاطر المحتملة، لا سيما في حال حدوث زلازل قوية بالقرب من السد.
وأشار شراقي إلى أن السد يقع في منطقة غير مستقرة جيولوجيًا، ما يجعل احتمال تعرضه لخطر الانهيار قائمًا سواء لأسباب طبيعية أو بشرية. وأضاف أن التخزين المستمر للمياه قد يؤدي إلى نشوء نظام زلزالي خاص بالسد نتيجة الضغط المائي الهائل، مما يتطلب التعامل بحذر مع عمليات الملء المستقبلية، مع ضرورة عدم تجاوز 40 مليار متر مكعب في أي مرحلة.
وعلى الرغم من أن الزلازل الحالية لا تشكل تهديدًا مباشرًا للسد، إلا أن استمرار النشاط الزلزالي ووقوع هزات أقوى وأقرب من موقع السد قد يغير من هذه المعادلة. ولذلك، يرى الخبراء ضرورة استمرار المراقبة الدقيقة للنشاط الزلزالي في المنطقة، ودمج الدراسات الزلزالية ضمن منظومة الأمان الخاصة بالمشروع العملاق، لتفادي أي مخاطر مستقبلية قد تؤثر على دول حوض النيل.