الجنيه السوداني ينهار: الدولاريقفز
متابعات _أنباءالسودان _يشهد الاقتصاد السوداني مرحلة شديدة الاضطراب في ظل تراجع متسارع للجنيه أمام العملات الأجنبية، حيث سجل الدولار الأمريكي في السوق الموازي اليوم السبت 18 أكتوبر 2025م أسعارًا تراوحت بين 3,500 و3,700 جنيه، ما يعكس قفزة غير مسبوقة مقارنة بسعره قبل عامين، والذي كان لا يتجاوز 560 جنيهًا. هذا التدهور يأتي وسط غياب فعّال للدور الرقابي من البنك المركزي، واستمرار توقف معظم البنوك عن تحديث أسعار الصرف منذ أبريل 2023.
السوق الموازي بات المرجع الأساسي لتحديد أسعار العملات في البلاد، وسط انعدام الثقة في الجهاز المصرفي الرسمي، الذي يعاني من شلل شبه كامل نتيجة النزاع المسلح والانقسام المؤسسي. وتشير مصادر اقتصادية إلى أن الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والموازي اتسعت بشكل كبير، ما زاد من تعقيد التعاملات المالية اليومية داخل البلاد.
في ظل هذا الواقع، أصبحت العملات الأجنبية تُستخدم كأدوات تسعير في الأسواق المحلية، حيث أظهر تقرير حديث تباينًا في الأسعار بين مختلف المدن. فقد تراوح سعر الريال السعودي بين 933 و976 جنيهًا، بينما وصل الدرهم الإماراتي إلى نحو 997 جنيهًا، وسجل اليورو ما بين 4,069 و4,255 جنيهًا، أما الجنيه الإسترليني فبلغ قرابة 4,880 جنيهًا.
تقرير حديث صادر عن صندوق النقد الدولي أشار إلى أن السودان فقد أكثر من 80% من احتياطاته من النقد الأجنبي، كما انخفضت التحويلات المالية من الخارج بنسبة 70%، مما أدى إلى مزيد من الضغوط على قيمة العملة المحلية. وأضاف التقرير أن النظام المصرفي السوداني أصبح غير قادر على تلبية الحد الأدنى من متطلبات التمويل والتجارة.
الوضع الاقتصادي المتأزم انعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين، حيث تشير تقديرات مراكز بحث دولية إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنحو ثلاثة أضعاف خلال عام واحد فقط، ما تسبب في تآكل القدرة الشرائية وارتفاع معدلات الفقر. وتؤكد مصادر محلية أن التضخم الفعلي في البلاد تجاوز حاجز 400%، في ظل غياب أي تدخلات حكومية ناجعة.
المبادرات الدولية المطروحة لإنقاذ الاقتصاد السوداني ما تزال تواجه عقبات سياسية، خاصة في ظل غياب التوافق بين الأطراف المتنازعة، ما يجعل فرص إطلاق برنامج إنقاذ اقتصادي شامل في المدى القريب ضئيلة. ويرى خبراء أن البلاد تحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة للمنظومة المالية والنقدية، إلى جانب دعم دولي مباشر، حتى تتمكن من استعادة بعض الاستقرار في أسواقها.