في تطور لافت يزيد من حدة التوترات الدولية، أعلن سيرغي شويغو، سكرتير مجلس الأمن الروسي، أن موسكو لا تستبعد اللجوء إلى خيارها النووي إذا ما واجهت ما وصفه بـ”عدوان غربي مباشر”، مؤكداً أن العقيدة النووية المحدثة للبلاد تتيح استخدام الأسلحة النووية ليس فقط دفاعاً عن روسيا، بل أيضاً عن حلفائها مثل بيلاروسيا، حتى في حال التعرض لهجوم بالأسلحة التقليدية.
التصريحات التي نقلتها وكالة “تاس” الرسمية جاءت في توقيت حساس، تزامناً مع هجوم صاروخي مدمر استهدف العاصمة الأوكرانية كييف فجر الخميس، وأسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 63، في واحد من أعنف الضربات التي شهدتها المدينة منذ اندلاع الحرب قبل نحو ثلاث سنوات.
وفي خضم هذه التصعيدات، دخلت واشنطن مجدداً على خط الأزمة، حيث اتهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإفشال فرصة اتفاق محتمل مع موسكو، ملمحاً إلى أن كييف تعرقل مساعي إنهاء الحرب.
في المقابل، صعّد وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا من لهجته، مؤكداً أن تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تثبت غياب أي نية حقيقية للسلام، مضيفاً أن موسكو تضع شروطاً “تعجيزية ومتطرفة” بإصرارها على انسحاب أوكرانيا من مزيد من أراضيها كمدخل للتفاوض.
في ظل هذا المشهد المضطرب، تزداد المخاوف من انزلاق الأزمة إلى مستويات أكثر خطورة، لا سيما مع تلويح موسكو مجدداً بالورقة النووية، ما يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الحرب الباردة لكن بلغة أكثر حدّة وصراحة.