متابعات _ انباء السودان _
دعا النائب الأول لرئيس دولة جنوب السودان، رياك مشار، الرئيس سلفا كير إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع التوترات الأمنية المتصاعدة في عدد من الولايات الجنوبية، خصوصًا في مناطق أعالي النيل، وغرب الاستوائية، وغرب بحر الغزال. وأكد مشار في بيان رسمي على أهمية بدء حوار فوري بين الأطراف المعنية، في محاولة للحد من تصاعد العنف وتفاقم حالة عدم الاستقرار في هذه المناطق.
وشدد مشار على ضرورة عقد اجتماع طارئ مع الرئيس كير لمناقشة آخر المستجدات الأمنية، واتخاذ تدابير سريعة وفعالة لضمان عدم تفاقم الوضع. كما أشار إلى أن الوضع الأمني في ولايتي أعالي النيل وغرب الاستوائية يتطلب اهتمامًا خاصًا، مُذكّرًا برسالة سابقة كان قد أرسلها في 20 فبراير 2025 بشأن ضرورة استبدال قوات دفاع شعب جنوب السودان في مدينة الناصر، التي أصبحت تشهد توترًا متزايدًا وتُعتبر الآن بؤرة من بؤر العنف في المنطقة.
وفي نفس السياق، حذر مشار من أن الانتهاكات المستمرة التي تشهدها تلك المناطق تمثل تهديدًا خطيرًا لاستقرار جنوب السودان، داعيًا الضامنين لاتفاق السلام الموقع عام 2018 إلى التدخل العاجل لتقديم حلول سلمية وفعّالة قبل أن يؤدي الوضع إلى انفجار أكبر.
تصاعد التوتر في الناصر
تعيش مقاطعة الناصر في ولاية أعالي النيل حالة من التصعيد الأمني الخطير، حيث تشهد اشتباكات متكررة بين قوات دفاع شعب جنوب السودان، والمجموعات المسلحة المدنية المعروفة بـ”الجيش الأبيض”. هذه المواجهات أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين، فضلًا عن نزوح أعداد كبيرة من السكان المحليين نتيجة لتدهور الأوضاع.
ومع قرار نشر قوات جديدة في المنطقة، بما في ذلك قوات دفاع شعب جنوب السودان بقيادة الجنرال جونسون أولونغ، ارتفعت مخاوف السكان المحليين من حدوث حملات نزع سلاح قسرية قد تستهدف المدنيين. وهو ما أثار قلقًا كبيرًا في صفوف الأهالي، الذين عبروا عن رفضهم لهذه الخطوة، مطالبين الحكومة بالالتزام باتفاق السلام الموقع عام 2018. ويؤكد الأهالي أن نشر القوة الموحدة، كما نص الاتفاق، هو الخيار الأنسب لضمان حيادية واستقرار المنطقة، بدلاً من الاعتماد على القوات الحكومية التي قد تُزيد من حدة التوترات في ظل الأوضاع الحالية.