في تطور ميداني مقلق، شهدت منطقة “الضبيب” جنوب شرق أبيي بولاية غرب كردفان، اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة من قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في أحدث موجة عنف تضرب المنطقة المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.
وأفادت مصادر محلية بأن الاشتباكات اندلعت عقب مقتل 15 شابًا من قبيلة المسيرية، في هجوم يُشتبه في تورط مسلحين من دينكا نقوك فيه، إضافة إلى سرقة أكثر من 180 رأسًا من الأبقار. وردًا على ذلك، شنّت مجموعات من المسيرية هجومًا مضادًا لاستعادة الماشية والرد على الحادثة.
ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع فقط من توقيع وثيقة صلح بين الطرفين، تضمنت عدة بنود تهدف إلى تهدئة الأوضاع، من بينها وقف الأعمال العدائية، وتسليم الجناة، ودفع التعويضات خلال فترة لا تتجاوز 30 يومًا، بالإضافة إلى تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاق وضمان استقرار المنطقة.
المبادرة التي قادتها الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع في غرب كردفان، لاقت ترحيبًا واسعًا من قيادات القبيلتين وأطراف محلية أخرى، وسط آمال بأن تسهم في إنهاء دوامة العنف وإرساء السلام في المنطقة.
إلا أن الأحداث الأخيرة تشير إلى هشاشة الاتفاق، وتؤكد أن التحديات الأمنية لا تزال قائمة، مما يستدعي جهودًا أكبر من الأطراف المعنية لضمان الأمن والاستقرار في أبيي، التي تشكل واحدة من أبرز بؤر التوتر بين الخرطوم وجوبا.