ودّع الوسط الإعلامي مساء اليوم أحد فرسان الصورة، المصوّر الشاب السماني سعد الدين عبدالله شيخو، الذي ارتقى شهيداً بعد أن طالته طائرة مسيّرة استهدفت معسكرًا لقوات درع السودان في منطقة جبل الإبياتور.
ورحل شيخو بعدما التقط صورته الأخيرة، لا بكاميرته فقط، بل بروحه التي اعتادت أن ترى ما وراء الإطار.
رحيله كان فاجعة موجعة للإعلاميين والنشطاء، ممن عرفوه عن قرب أو تابعوا عمله المتميز، ووصفوه بالشاب الخلوق وصاحب السيرة العطرة، الذي كان يختار زوايا الصورة بذكاء، تماماً كما اختار أن يكون في قلب الميدان، لا على هامشه.
الصحفي عبدالماجد عبدالحميد كتب عنه بكلمات مؤثرة، مستحضراً لقاء جمعهما قبل أشهر في نادي الشرطة ببورتسودان، حين لاحظ في شيخو دقة المصورين الكبار، وهدوء الفنان الذي يعالج اللقطة بعين العارف.
كان شيخو – كما يروي عبدالماجد – حاضراً في مساء اللقاء المثير مع القائد كيكل، يلتقط الصور في صمت، ويمضي بها دون ضجيج، كأنّه يعرف أن صورته الأهم لم تُلتقط بعد.
واليوم، أصبحت تلك الصور لحظات مجمدة من الزمن، تُعيد الحياة فينا كلما لامستها أعيننا، لأنها ببساطة مشبعة بروح صاحبها.
السماني شيخو غادر الدنيا في ريعان الشباب، لكن بصمته ستبقى حيّة، في ذاكرة من رأى صوره، وفي أرواح من عرفوه.
رحمه الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين.
وتمضي المسيرة.
نصرٌ من الله وفتحٌ قريب.