في تطور ميداني يعكس تصاعد كفاءة الدفاع الجوي السوداني، نفذت قوات الجيش بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، عملية دقيقة تمكّنت خلالها من إسقاط طائرة مسيّرة هجومية تابعة لمليشيا الدعم السريع، في خطوة اعتبرها مراقبون تحوّلاً في معادلة الصراع الجوي.
وكشف مصدر عسكري رفيع لـ”أجائل نيوز” أن الطائرة رُصدت على ارتفاع متوسط أثناء قيامها بمهمة مزدوجة للاستطلاع والهجوم في الجهة الشرقية من المدينة، قبل أن تتدخل وحدات الدفاع الجوي وتسقطها باحترافية، باستخدام مزيج من التقنيات الإلكترونية والتقليدية، دون تسجيل أي خسائر في صفوف المدنيين أو المنشآت.
استعادة كاملة للطائرة وتحقيق استخباراتي جارٍ
المصدر أكد أن الطائرة سقطت في منطقة خالية من السكان، حيث سارعت قوة ميدانية مختصة إلى موقع الحطام، وتمكنت من استردادها بحالة شبه سليمة، ما أتاح نقلها إلى أحد المواقع العسكرية لإجراء عمليات تحليل وتفكيك لأنظمتها. وأشار الضابط إلى أن الطائرة ما تزال تحتوي على وحدات تخزين وكاميرات متقدمة، مما يتيح للجيش الاستفادة من بياناتها لاكتشاف تفاصيل المهام التي كانت تنفذها.
الجيش يعزز الردع الإلكتروني وسط تصعيد مسيّرات الدعم السريع
يأتي هذا الإنجاز في وقت تتزايد فيه وتيرة الهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة التي تستخدمها مليشيا الدعم السريع بدعم تقني من أطراف إقليمية، بينها الإمارات، وفقاً لتقارير استخباراتية متقاطعة. وشهدت الأسابيع الأخيرة تكثيفاً ملحوظاً لاستخدام هذه الطائرات في استهداف مواقع الجيش السوداني والمراكز الحيوية المدنية، لا سيما في دارفور وكردفان.
المزيد من المشاركات
الفاشر.. صمود عسكري في وجه الحصار
تعيش الفاشر تحت ضغط أمني وإنساني كبير، إذ تحاول مليشيا الدعم السريع التقدم نحو المدينة عبر هجمات متكررة، إلا أن الجيش السوداني وكتائبه المساندة يواصلون صدّ التوغلات، مكلّفين العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
تفاعل شعبي واسع ودعوات لدعم الجيش
إسقاط المسيّرة أثار حالة من الفخر بين سكان المدينة الذين تداولوا صورها على منصات التواصل، معتبرين العملية دليلاً على ارتفاع جهوزية الجيش واستعداده لمواجهة تحديات الحرب التقنية.
وقال أحد الأهالي في تصريح لـ”أجائل نيوز”: “ما حدث اليوم يبعث برسالة واضحة بأن الجيش يتفوق ميدانياً وتقنياً، ويضع حداً لغطرسة السلاح غير التقليدي المدعوم خارجياً.”
بهذا التطور، يبدو أن الجيش السوداني يدخل مرحلة جديدة من المواجهة، تبرز فيها قدراته الدفاعية في التعامل مع أسلحة الجيل الحديث، مما يعزز فرصه في كسر معادلة الحرب التي تسعى مليشيا الدعم السريع إلى فرضها من الجو.