في تحوّل ميداني لافت ضمن العمليات العسكرية الجارية، أعلن الجيش السوداني، الجمعة، استعادته السيطرة الكاملة على مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان، في خطوة وُصفت بالمفصلية في خريطة المواجهة مع قوات الدعم السريع وتحالف تأسيس.
الصحفي والمحلل السياسي عماد عبد الرؤوف طه، علّق على الحدث قائلاً إن استعادة الدبيبات لا تمثل فقط نصراً جغرافياً، بل تُعد ضربة استراتيجية تعني عملياً قطع شريان الإمداد الحيوي الذي يربط الفولة – المجلد – أبوزبد – الدبيبات – البان جديد، وتأمين عمق الجنوب الأبيض الذي يبعد نحو 100 كيلومتر.
الدبيبات.. عقدة الوصل ومحور الانطلاق
بحسب طه، تكمن أهمية الدبيبات في موقعها الجغرافي الحساس، كونها نقطة التقاء رئيسية تربط ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان، ما يجعلها مركزاً مثالياً لانسياب خطوط الإمداد والانتشار العسكري لصالح الجيش.
وأشار إلى أن المدينة تُعد البوابة الشمالية الحاسمة نحو جنوب كردفان، وأن استعادتها من شأنه أن يُحيّد تأثير قوات عبد العزيز الحلو، ويفتح المجال أمام الجيش للتقدم نحو أبوزبد والنهود وبارا، مع إمكانية فك الحصار الخانق المفروض على جنوب كردفان منذ نحو عامين.
المزيد من المشاركات
تداعيات ميدانية ومعنوية واسعة
وجاءت السيطرة على الدبيبات بعد معارك عنيفة دارت خلال الأيام الماضية، بين الجيش السوداني مدعوماً بالقوات النظامية والمساندة، في مواجهة قوات الدعم السريع وتحالف تأسيس، وأسفرت الاشتباكات عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين.
ويرى مراقبون أن استعادة المدينة تُحدث تحوّلاً محورياً في العمليات العسكرية بالمنطقة، إذ تُمكّن الجيش من إعادة تنظيم خطوطه الدفاعية والهجومية، وتضيق الخناق على تحركات الدعم السريع غرب كردفان، بالتوازي مع تصعيد الجبهات في النهود وبارا.
نقطة ارتكاز لمرحلة ما بعد الدبيبات
المكاسب المتحققة من السيطرة على الدبيبات، وفق طه، ليست آنية فحسب، بل تشكّل قاعدة انطلاق نحو مرحلة جديدة من المواجهة، قد تعيد ترسيم المشهد العسكري لصالح الجيش السوداني، خاصة مع انكسار خطوط الإمداد الحيوية لقوات العدو.
بهذا التقدّم، يبدو أن الجيش السوداني ينجح في استعادة زمام المبادرة في كردفان، ضمن خطة أوسع تهدف إلى تقويض نفوذ الدعم السريع في الغرب، وفتح مسارات لتحرير مناطق أخرى ظلت محاصرة منذ اندلاع الصراع.