مأساة الكوليرا في مستشفى النو | مرضى يفترشون الأرض وجثث تُترك دون دفن

في صورة تُجسد حجم الانهيار الصحي والإنساني، يواجه مركز عزل مرضى الكوليرا بمستشفى النو أوضاعاً مأساوية تجاوزت حدود الاحتمال، حيث أصبحت الأرض فراشاً للمرضى، والسماء الحارقة سقفاً يلفح وجوههم بدرجات حرارة تجاوزت 40 مئوية، في ظل عجز كامل عن الاستجابة للعدد المتزايد من الإصابات.

داخل المركز، لا تختلف المأساة كثيراً. الاكتظاظ، نقص الرعاية، وغياب شروط النظافة، كلها حولت المكان إلى بيئة غير صالحة حتى للبقاء المؤقت.

وزادت الفاجعة بوجود جثامين لضحايا الوباء ملقاة على الأرض، بعضها بلا هوية، وأخرى تنتظر من ينقلها وسط عجز أسرٍ لا تملك أجرة الترحيل.

الصحفية شمايل النور، التي وثّقت الكارثة خلال جولة ميدانية، نقلت شهادات مؤلمة من متطوعين أكدوا تزايد الوفيات بشكل يومي، في ظل مناشدات مستمرة من أسر المرضى لتوفير الإسعافات والعلاجات الضرورية، وحتى أبسط الوسائل مثل عربات النقل.

وفي تطور ينذر بتفاقم الكارثة، شهد حي الحارة الثامنة المجاور احتجاجات شعبية بعد تسجيل أربع إصابات مؤكدة بالكوليرا داخله، في مؤشر على تسرب العدوى من المركز إلى الأحياء السكنية، وسط غياب واضح لأي تدخل وقائي أو رقابي.

هذه الصورة القاتمة ليست سوى فصل من أزمة صحية أوسع تضرب السودان، في وقت تعاني فيه المنظومة الطبية من الانهيار، والبنى التحتية من الشلل، ما يستوجب تحركاً فورياً من السلطات والمنظمات الدولية قبل أن تتسع رقعة الكارثة.