في خطوة غير مسبوقة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين الدوحة وواشنطن، أعلنت الولايات المتحدة رسميًا انضمام دولة قطر إلى برنامج الإعفاء من تأشيرة الدخول، لتصبح أول دولة عربية تحظى بهذا الامتياز، مما يسمح لمواطنيها بالسفر إلى أمريكا دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة.
وبهذا الانضمام، ترتفع قائمة الدول المستفيدة من البرنامج إلى 42 دولة حول العالم، في خطوة اعتبرها مراقبون تأكيدًا على الثقة المتبادلة والشراكة الأمنية المتقدمة بين الجانبين.
وفي بيان مشترك، أشادت وزارتا الخارجية والأمن الداخلي الأمريكي بالتزام قطر بالمعايير الأمنية الصارمة، مؤكدتين أن تبادل المعلومات والتعاون الوثيق شكّلا حجر الزاوية في هذا القرار التاريخي. واعتبر وزير الأمن الداخلي، أليخاندرو مايوركاس، أن هذه الخطوة ستُعزز أمن أحد أهم محاور النقل الجوي في العالم، بينما أكد وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، أن انضمام قطر إلى البرنامج يُشكل دفعة قوية للتنقل التجاري والبشري بين البلدين.
ويُعد البرنامج واحدًا من أكثر المبادرات الأمريكية تطلبًا، حيث يتطلب من الدول المتقدمة للانضمام تلبية معايير صارمة تشمل خفض معدلات رفض التأشيرات، إصدار وثائق سفر مؤمنة، وضمان تعاون فعّال في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
البيان أوضح أن قطر نفذت إصلاحات جوهرية وعززت بنيتها الأمنية لتلبية جميع الشروط، بما في ذلك تطوير أنظمة تبادل المعلومات مع واشنطن في ملفات الأمن القومي.
اعتبارًا من 1 ديسمبر 2024، سيتمكن المواطنون القطريون من تقديم طلباتهم الإلكترونية للسفر إلى الولايات المتحدة عبر منصة “ESTA”، مما يتيح لهم الإقامة لمدة تصل إلى 90 يومًا للسياحة أو العمل دون الحاجة إلى مراجعة السفارات أو القنصليات الأمريكية.
الخطوة لا تعزز فقط حضور قطر على الخارطة الدولية، بل تفتح الباب أمام دول خليجية أخرى للسير على خطاها نحو شراكات أمنية ودبلوماسية أكثر انفتاحًا وفاعلية مع الولايات المتحدة.