في رد حاسم من مكة المكرمة، أوضح المجلس الأعلى للحج والعمرة في السودان تفاصيل ترتيبات موسم حج هذا العام، وذلك بعد ما وصفه بحملات تستهدف تشويه صورة البعثة السودانية.
المجلس أكد أن الإجراءات التنظيمية جرت وفق خطة وطنية متكاملة، وتحت إشراف مباشر من مجلس السيادة الانتقالي، وبمشاركة الجهات المختصة وبالتنسيق الكامل مع السلطات السعودية.
المجلس شدد على أن إدارة ملف الحج في السودان تخضع لنظام مؤسسي صارم يلتزم بكافة الضوابط السعودية التي ترتكز على معايير دولية دقيقة في مجالات السلامة والإعاشة والإسكان والنقل والصحة. وبيّن أن أداء الحج ليس مجرد ترتيبات لوجستية، بل هو عبادة تتطلب أعلى درجات الإخلاص والانضباط بما يتوافق مع القيم الدينية والوطنية.
ورغم الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد نتيجة النزاع المسلح والنزوح الكبير الذي طال قطاعات واسعة من المجتمع، نجحت البعثة في استكمال إجراءات أكثر من 11,500 حاج داخل السودان بالإضافة إلى 709 حجاج سودانيين قادمين من 91 دولة حول العالم. المجلس وصف هذا الإنجاز بأنه دليل على كفاءة التخطيط وقدرة البعثة على تجاوز التحديات الأمنية واللوجستية غير المسبوقة.
وفي معرض رده على الانتقادات المتعلقة بمساحات الإسكان في مشعر منى، نفى المجلس صحة ما يتم تداوله حول ضيق أماكن السكن، مشيرًا إلى أن توزيع المساحات يخضع لأنظمة سعودية دقيقة تطبق على جميع الدول دون تمييز.
كما أوضح أن المساحة المحددة لكل حاج داخل المشاعر تخضع لمعايير فنية معتمدة من الجهات المختصة، وأن تصوير هذه المسألة على أنها تقصير من البعثة السودانية يُعد تجاهلًا للحقائق.
أما فيما يخص التغذية، فقد بيّن المجلس أن كافة التعاقدات المتعلقة بخدمات الإعاشة أُبرمت مع شركات معتمدة من قبل السلطات السعودية وتخضع لرقابة صارمة وفق أعلى معايير السلامة الغذائية المعتمدة عالميًا.
كما التزمت البعثة السودانية بتنفيذ نسك الهدي من خلال المشروع السعودي الرسمي المعتمد، مع تأكيد توحيد أسعار صك الهدي لجميع الحجاج.
وفي الجانب المالي، أوضح المجلس أن جميع التكاليف المتعلقة بالحج يتم سدادها إلكترونيًا عبر نظام “المسار” السعودي لضمان الشفافية الكاملة، معتبرًا أن تكلفة الحج السوداني من بين الأقل مقارنة مع بعثات دولية أخرى.
المجلس لم يغفل عن الإشادة بالدور الكبير الذي لعبته المملكة العربية السعودية في تنظيم موسم الحج، مؤكدًا أن التعاون المشترك بين الجانبين مبني على التزام تام بالأنظمة المعتمدة التي تحظى باعتراف دولي.
وفي مواجهة الانتقادات الإعلامية، شدد المجلس على رفضه لمحاولات الإساءة المبنية على وقائع مجتزأة أو أحداث فردية لا تعكس الصورة الكاملة، مؤكدًا ترحيبه بالنقد البنّاء المستند إلى حقائق موثقة باعتباره وسيلة لتطوير الأداء في المستقبل. وأوضح أن جميع أعمال البعثة تخضع لمراجعات دقيقة من الجهات العدلية والرقابية، مع إعداد تقارير شاملة تُرفع للجهات التنفيذية في الدولة.
وفي ختام بيانه، توجه المجلس بالشكر للشعب السوداني على ثقته، ولكل الشركاء في الداخل والخارج على جهودهم، داعيًا الله أن يتقبل حج الحجاج، وأن يعودوا إلى ديارهم سالمين، وأن يعمّ الأمن والسلام أرجاء السودان.