كشفت مصادر ميدانية مطلعة عن استقرار غير مسبوق يسود حاليًا المنطقة المعروفة بالمثلث الحدودي بين السودان وتشاد وليبيا، بعد أن خفت حدة التوترات التي شهدتها المنطقة خلال اليومين الماضيين، حيث اختفت التحركات العسكرية سواء لقوات الدعم السريع أو المجموعات المرتبطة بقوات حفتر.
وبحسب ذات المصادر، تمكنت القوات المسلحة السودانية من فرض سيطرة جوية فعّالة في محيط المنطقة، حيث نفذت ضربات دقيقة أسفرت عن تدمير آليات ومتحركات مسلحة بالكامل، الأمر الذي دفع الفصائل المتمركزة هناك إلى الانسحاب باتجاه العمق الليبي، وتحديدًا نحو مدينة الكُفرة التي أصبحت نقطة ارتكاز لهذه المجموعات بعد تراجعها.
وأكد أحد القادة الميدانيين أن المنطقة باتت خالية من أي وجود مسلح في الوقت الحالي، مشددًا على أن أي تحرك غير مشروع سيتم التعامل معه بشكل فوري وبإجراءات رادعة.
ويُعد هذا المثلث الحدودي نقطة بالغة الحساسية، كونه يشكل تقاطعًا مفتوحًا بين ثلاث دول ويُستغل أحيانًا كمسار للعمليات غير المشروعة والتحركات العابرة للحدود.
السلطات السودانية كانت قد أكدت في وقت سابق أنها تولي أهمية قصوى لتأمين هذه المنطقة الاستراتيجية، من خلال تكثيف عمليات الرصد الجوي والتعاون مع وحدات الحزام الحدودي بهدف إحكام السيطرة الكاملة عليها.
ويأتي هذا التطور كجزء من جهود مستمرة تبذلها القوات المسلحة السودانية لضبط الحدود الغربية ومنع تسلل أي عناصر مسلحة أو استخدام الأراضي السودانية كنقطة انطلاق لأي نشاطات تهدد الأمن المحلي أو الإقليمي، في وقت تعتبر فيه الخرطوم أن بسط السيطرة على هذه المنطقة يساهم في تعزيز الاستقرار ويسمح بتوسيع مجالات التعاون مع الدول المجاورة.