أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية بتاريخ 10 يونيو حركة إنشائية غير معتادة في محيط مطار نيالا، حيث يجري تجهيز بنى تحتية يُرجح أنها مخصصة لتشغيل الطائرات المسيّرة التابعة لمليشيا الدعم السريع، في محاولة لمعادلة التفوق الجوي الذي تملكه القوات المسلحة السودانية.
وفق ما أفادت به مصادر عسكرية رفيعة، فقد تم رصد إنشاءات شملت ساحات تهيئة للطائرات المسيّرة وملاجئ خرسانية محصنة قرب المدارج المكشوفة، في خطوة تشير إلى مسعى واضح لتفعيل ذراع جوية غير مأهولة يمكن استخدامها في العمليات الهجومية والاستطلاعية. هذه التحركات، رغم طابعها التصعيدي، تبدو بالنسبة لخبراء عسكريين انعكاسًا لحالة ضغط وارتباك داخل المليشيا، خاصة بعد تلقيها ضربات موجعة استهدفت بنيتها العسكرية غرب نيالا خلال الأسابيع الماضية.
مصادر مقربة من غرفة العمليات الجوية وصفت هذه المنشآت بأنها أهداف مكشوفة يسهل استهدافها، معتبرة أن أي محاولة لبناء قدرات جوية في ظل سيطرة القوات المسلحة على الأجواء لن تكون أكثر من مشاريع مؤقتة بانتظار التدمير. ويبدو أن القوات الجوية السودانية تتبنى الآن ما يُعرف بتكتيك “الضغط المستمر على مراكز الإطلاق والسيطرة”، حيث يتم رصد وتحديث بنك الأهداف بشكل دقيق استعدادًا لضربات مقبلة قد تطيح بهذه البنية الجديدة قبل أن تدخل حيز التشغيل الفعلي.
بناء الملاجئ الجوية في منطقة غير مؤمنة يعطي دلالة قوية على حالة الخوف المتزايدة داخل صفوف المليشيا التي باتت تدرك حجم الانكشاف الاستخباري الذي تواجهه، حيث يتم اتخاذ خطوات تحصينية على عجل وتحت وطأة شعور بالتهديد المباشر.
ويرى مراقبون أن هذا النشاط لا يعكس إنجازًا ميدانيًا بقدر ما يكشف عن أزمة ثقة داخلية تحاول المليشيا من خلالها استعراض حضور ميداني متماسك بينما الواقع يشير إلى هشاشة في البنية التشغيلية وضعف في القدرة على الصمود أمام التفوق الجوي المستمر للقوات المسلحة.
بينما تسابق المليشيا الزمن لإعادة بناء قواعدها الجوية، تواصل القوات المسلحة رصد التحركات على الأرض وفي الجو، وسط توقعات بأن تكون هذه المواقع الوليدة هدفًا لضربات مركزة خلال الفترة القريبة، لتحويلها إلى أطلال لن تراها إلا عدسات الكاميرات الحرارية.