سجلت تقارير صحية عالمية 19 حالة إصابة مؤكدة بمرض جدري القردة في إثيوبيا، بينها حالة وفاة واحدة، ما رفع معدل الوفيات المرتبط بالمرض إلى نحو 5.6%. هذا التطور أثار قلق السلطات الصحية في السودان، خاصة مع قرب بؤر التفشي من المناطق الحدودية المشتركة.
وبحسب مصادر طبية، توزعت الإصابات بين العاصمة أديس أبابا وست ولايات إثيوبية أخرى، ما يزيد من احتمالية انتقال المرض إلى الأراضي السودانية، لا سيما في ولايات القضارف وكسلا والنيل الأزرق التي تشهد حركة عبور نشطة على مدار اليوم.
في المقابل، شرعت وزارة الصحة السودانية في تطبيق سلسلة من الإجراءات الاحترازية تشمل رفع جاهزية نقاط المراقبة الصحية بالمناطق الحدودية، وتكثيف عمليات الرصد المبكر للكشف عن أي إصابات محتملة قد تتسلل عبر المعابر أو خطوط التهريب.
المزيد من المشاركات
على الجانب الإثيوبي، باشرت وزارة الصحة هناك حملة مكثفة لمواجهة المرض، تضمنت تفعيل غرف الطوارئ الصحية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتدريب فرق ميدانية للتعامل مع الإصابات، إضافة إلى توفير مستلزمات وقائية في المراكز الصحية ومواقع إيواء النازحين.
جدري القردة يُعد مرضًا فيروسيًا ينتقل عبر التلامس المباشر، وتبدأ أعراضه بالحمى والطفح الجلدي وقد تتطور إلى تقرحات جلدية. ويعتبر الأشخاص ضعيفو المناعة من أكثر الفئات عرضة للمضاعفات الخطيرة. وتوصي الجهات الصحية بالوقاية عبر النظافة الشخصية، وتجنب الاحتكاك المباشر مع المصابين، وارتداء الكمامات في المناطق المزدحمة، مع ضرورة عزل الحالات المشتبه بها فورًا.
في السياق الإقليمي، صنف المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض الوضع كحالة طوارئ صحية في القارة، مع تسجيل أكثر من 2800 إصابة مؤكدة و517 حالة وفاة، إلى جانب آلاف الحالات المشتبه بها في دول أفريقية متعددة.
ودعت السلطات السودانية إلى تفعيل آليات التنسيق العابر للحدود مع إثيوبيا لتبادل المعلومات بشكل فوري وضمان سرعة الاستجابة، مع التركيز على دعم المراكز الصحية في المناطق النائية التي قد تكون بؤرًا سهلة لانتشار العدوى.