في نداء يحمل مؤشرات الخطر القصوى، أعلنت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أن الأوضاع الإنسانية في المدينة وصلت إلى مرحلة الانهيار الكامل، وسط معاناة متفاقمة تهدد حياة الآلاف من المدنيين في ظل تدهور اقتصادي مريع وانهيار شبه شامل للخدمات الأساسية.
وأكدت التنسيقية في بيان صدر الجمعة أن سكان الفاشر يعيشون تحت وطأة ظروف قاسية وغير مسبوقة، مشيرة إلى أن أسعار السلع الضرورية وصلت إلى مستويات صادمة مع تراجع حاد في القدرة الشرائية وانعدام شبه كلي للنقد الورقي، حيث باتت المعاملات الرقمية الوسيلة الوحيدة للتداول المالي.
وأوضح البيان أن الأسواق باتت شبه خاوية من المواد الغذائية الأساسية، وسط انفلات أمني وتفاقم معاناة السكان. ووصلت الأسعار إلى مستويات غير محتملة؛ إذ بلغ سعر ربع الدخن 110 آلاف جنيه، وربع الذرة 100 ألف جنيه، وكيلو السكر 100 ألف جنيه، بينما يباع جردل البصل بنحو 450 ألف جنيه، وكيلو اللحم بـ40 ألف جنيه سوداني، في ظل انعدام شبه تام للسيولة النقدية.
ووجهت تنسيقية الفاشر نداء استغاثة عاجل إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية، تطالب فيه بتدخل فوري لتفادي وقوع كارثة إنسانية شاملة، داعية إلى الإسراع في تفعيل خطط طوارئ لتقديم الغذاء والدواء بشكل عاجل، والعمل على إيجاد حلول عملية ومستدامة لإنقاذ المدنيين الذين يعيشون في حصار خانق لأكثر من عام.
ويخضع سكان الفاشر لحصار تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من 12 شهرًا، في محاولات مستمرة لانتزاع السيطرة على المدينة التي ما تزال تحت إدارة الجيش السوداني. ويتحمل السكان مشاق الحياة في ظل تصاعد المعارك وتدهور الأوضاع المعيشية، وسط شح حاد في الخدمات الطبية وشلل تام في تدفق المواد الغذائية.
واختتمت التنسيقية بيانها بتأكيد أن الأزمة تجاوزت مرحلة التحذير وأصبحت تستدعي تحركًا عاجلًا بعيدًا عن الحسابات السياسية والتباطؤ الإنساني، لإنقاذ ما تبقى من الأرواح في شمال دارفور.