ذهب أفريقيا في قبضة الأجانب.. والسودان يدفع الفاتورة 

ذهب أفريقيا في قبضة الأجانب.. والسودان يدفع الفاتورة 

متابعات أبناء السودان _رغم امتلاك القارة الأفريقية لاحتياطات ضخمة من الذهب، إلا أن شعوبها ما تزال غارقة في الفقر، في ظل هيمنة شركات تعدين عالمية على هذا المورد الحيوي. ويُعد السودان من بين الدول العشر الأكثر إنتاجًا للذهب في أفريقيا، لكنه يواجه صعوبات مزمنة في الاستفادة من عائداته وسط فساد إداري وضعف رقابة حكومية.

تقرير حديث كشف أن معظم أرباح الذهب في أفريقيا تذهب إلى سبع شركات كبرى، أبرزها “باريك غولد”، “نيومونت”، و”أنجلو غولد”، والتي تتحكم في المناجم عبر عقود طويلة الأجل تُضعف استفادة الدول المنتجة، بما فيها السودان، من ثرواتها الطبيعية.

السودان وحده أنتج أكثر من 73 طنًا من الذهب في عام 2024، محتلاً المرتبة الخامسة على مستوى القارة، إلا أن العائدات لم تُترجم إلى تحسن اقتصادي ملموس، بسبب غياب الشفافية، واستشراء الفساد، واستمرار الاعتماد على التعدين التقليدي الذي يشكل مصدر دخل لملايين المواطنين دون حماية قانونية أو صحية.

الذهب، الذي شكّل على مر التاريخ سببًا للحروب والسيطرة، لا يزال يُستخرج من أفريقيا ليُعزز اقتصادات دول أخرى بينما تظل الدول المنتجة أسيرة الفقر والتهميش. ومع غياب سياسات وطنية عادلة، تظل الثروات تُستنزف من باطن الأرض بينما تغيب ثمارها عن الشعوب.

ويبقى السؤال الجوهري: متى تنجح الدول الأفريقية، وعلى رأسها السودان، في فرض شروط عادلة تضمن حصة حقيقية من ثرواتها المعدنية؟ وهل آن الأوان لإعادة التفاوض على عقود التعدين بما يخدم مصلحة الشعوب بدلًا من تكريس تبعية اقتصادية جديدة؟