حكاية فتاة سودانية تُشعل شاشة فينيسيا وتفتح أبواب العالمية
متابعات _ أنباءالسودان _ شهدت السينما السودانية إنجازًا جديدًا على الساحة الدولية، بعد اختيار فيلم “ملكة القطن” للمخرجة سوزانا ميرغني للمشاركة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، ضمن أسبوع النقاد المصاحب للدورة الـ82 من المهرجان
. ويتنافس الفيلم مع سبعة أعمال أخرى على جائزة “أسد المستقبل” التي تبلغ قيمتها 100 ألف دولار، في دلالة واضحة على التقدير المتنامي للسينما السودانية رغم ما تواجهه من تحديات.
تدور أحداث الفيلم في إحدى القرى السودانية التي تعتمد على زراعة القطن، حيث تدخل فتاة مراهقة تُدعى “نفيسة” في مواجهة مع رجل أعمال سوداني يأتي إلى القرية حاملاً بذورًا معدلة وراثيًا. تصطدم الفتاة بين إرثها الزراعي وقيمها التقليدية وبين مظاهر الرأسمالية الحديثة، ويتصاعد التوتر عندما يتقدم الرجل لخطبتها، ما يسلط الضوء على قضايا زواج القاصرات والزواج القسري.
الفيلم لا يقتصر على الجانب الاجتماعي فقط، بل يدمج بين السرد البصري العميق والبعد التاريخي، مستلهمًا من أسطورة “ملكة القطن” التي تعكس رمزية المقاومة النسوية في السودان، ومزجًا بين الواقع والرمز من خلال قصص الجدّات عن مقاومة الاستعمار البريطاني.
ويُعد الفيلم امتدادًا لفكر ميرغني الذي ظهر سابقًا في فيلمها القصير “الست”، الحائز على جوائز دولية، حيث تواصل تقديم أفلام نسوية سودانية مستقلة تعتمد على النقد الاجتماعي والبناء الفني المتكامل.
ومع غياب البنية التحتية اللازمة لإنتاج الأفلام في السودان، اضطرت ميرغني إلى الانتقال إلى قطر، حيث تعاونت مع معهد الدوحة للأفلام لإنتاج عملها الجديد، محافظة على رؤيتها الإبداعية التي تسعى من خلالها إلى إيصال صوت المرأة السودانية إلى المنصات العالمية.
وفي تعليق على مشاركة الفيلم، عبّر المخرج محمد كردفاني عن فخره بهذا الإنجاز، مشيرًا إلى أن السينما السودانية، رغم الحرب والتحديات، ما زالت قادرة على الإبداع والوصول إلى المحافل الدولية.
من جانبها، أكدت سوزانا ميرغني في مقابلة مع مجلة “فاريتي” أن “الوقت قد حان لأن تروي السودانيات قصصهن بأنفسهن”، معتبرة أن الفيلم لا يروي حكاية شخصية فقط، بل هو “بيان بصري” يعكس التحول الثقافي والمجتمعي في السودان.