انباء السودان – في تطور ميداني لافت يعكس تصاعد حدة الهجمات في جنوب شرق السودان، شهدت مدينة الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق، ليلة دامية جديدة بعدما استُهدفت مجددًا بطائرات مسيّرة في الساعات المتأخرة من مساء الجمعة، في ثالث هجوم من نوعه خلال أيام متتالية.
وقال شهود عيان إن الطائرات حلّقت على ارتفاع منخفض قبل أن تُسقط قذائفها على منشآت حيوية داخل المدينة، ما تسبب في انقطاع كامل للتيار الكهربائي ودخول الدمازين في ظلام حالك امتد حتى صباح اليوم.
وأكدت مصادر محلية أن الانفجارات كانت عنيفة، وأحدثت هلعًا واسعًا بين السكان الذين هرعوا إلى الاحتماء بالمنازل وسط مخاوف من تجدّد القصف.
ويأتي هذا الهجوم بعد سلسلة ضربات مماثلة استهدفت، خلال اليومين الماضيين، مواقع حيوية في ولايتي النيل الأزرق وسنار، من بينها خزان سنار ومحطة الكهرباء غرب خزان الرصيرص، حيث أصابت إحدى المسيّرات محطة تحويل متوقفة عن العمل، فيما أدّى هجوم آخر إلى إصابة ستة فنيين في محطة الكهرباء هناك.
ووصفت السلطات الهجوم حينها بـ“الانتحاري”، مشيرة إلى أنه يحمل بصمات قوات الدعم السريع التي كثّفت من استخدام الطائرات المسيّرة في عملياتها الأخيرة ضد مواقع الجيش والبنية التحتية الحيوية.
في المقابل، أعلنت القوات المسلحة السودانية أنها تصدت للهجوم الليلي على الدمازين، مؤكدة أن الدفاعات الجوية تعاملت مع الأهداف المعادية فور دخولها المجال الجوي للمدينة.
ولم تُصدر حتى اللحظة بيانات رسمية عن حجم الخسائر، لكن سكانًا أكدوا أن الانفجارات كانت قوية وسمع دويها في أحياء متفرقة.
وتعيش ولاية النيل الأزرق وضعًا أمنيًا وإنسانيًا متأزمًا مع استمرار استهداف منشآت الطاقة والمياه، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع بعد الانقطاع المستمر للكهرباء وتراجع الخدمات الأساسية.