مقالات _ انباء السودان_ في لحظة تاريخية عظيمة، وفي مشهد يعكس العزة والكرامة، تمكن الجيش السوداني من استعادة مدينة مدني بالكامل، عاصمة ولاية الجزيرة، بعد معركة دامية ضد قوات الدعم السريع التي حاولت الهيمنة على هذه المدينة العزيزة. هذا النصر لم يكن مجرد تحرير مدينة، بل كان انتصاراً لكرامة الشعب السوداني وإرادته الصلبة في التصدي لأي محاولة لتدمير وطنه.
إننا اليوم، ونحن نشاهد هذا الانتصار العظيم، نتوجه بالشكر الجزيل للقوات المسلحة السودانية التي بذلت أرواحها وأعطت كل ما تملك من جهد وعزيمة من أجل تحرير الأرض وتطهيرها من المليشيات. لا يمكننا أن نغفل عن الدور البارز الذي لعبته القوة المشتركة، التي قامت بدور حاسم في إغلاق إمدادات قوات الدعم السريع في دارفور، ما أدى إلى كسر شوكتها وتركها عاجزة، فقد فقدت الكثير من قوتها ومواردها، وأصبحت مجرد ظل من القوة التي كانت عليها.
هذه اللحظات ليست مجرد انتصار عسكري، بل هي شهادة على ولاء الجيش السوداني لشعبه، وعلى قدرة هذا الجيش الباسل على حماية الوطن مهما كانت التحديات. في هذا الانتصار، ظهر الجيش السوداني كدرع حقيقي لهذا الوطن، ووقف شامخاً إلى جانب الشعب الذي لا يزال يؤمن أن الحق سينتصر في النهاية.
لكن المؤلم في هذا المشهد هو أولئك الذين اختاروا الوقوف في صف قوات الدعم السريع. لأولئك الذين خانوا وطنهم، والذين أعطوا ولاءهم لمن يعبثون بأرض السودان وأمنه، نقول لهم: تذكروا، أن السودان ليس ملكًا لأحد سوى شعبه. أينما كنتم، ومهما كانت أهدافكم، فإن الشعب السوداني لا يمكن هزيمته، ولن يسمح بأن يكون الوطن ساحة حرب للمتآمرين.
كيف ستواجهون أنفسكم عندما ترى أمهات الشهداء وأبناء الوطن يبكون على ما دمرتموه بأيديكم؟ كيف ستبررون مواقفكم عندما يعلم الجميع أن السودان لن ينسى، وأن التاريخ سيكتب بالدم والشرف أن الوطن لن يتنازل عن أمنه واستقراره؟
مدني اليوم أصبحت رمزًا للحرية والنصر، وستظل شاهدة على صمود الشعب السوداني، الذي واجه المليشيات التي سعت لتدمير الأرض والإنسان. هذه المدينة هي رسالة لكل من تآمر على الوطن: الحق سينتصر، وأرواح الشهداء التي ضحوا بها من أجل هذا الوطن لن تذهب سدى.
إلى أولئك الذين لا يزالون في صفوف الدعم السريع، نقول لكم: عودوا إلى رشدكم قبل فوات الأوان، فالسودان لا يحتاج إلى مزيد من الدماء. هناك وقت للعودة إلى أحضان الوطن، وهناك دائمًا فرصة لتصحيح المسار.
والجيش السوداني، الذي سيظل صمام الأمان لهذا الوطن، سيظل حامياً للشعب، ولن يهدأ حتى يتحقق السلام والاستقرار في كل ركن من أركان السودان.
بقلمي: مهند عباس حامد