عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن
متابعات _أنباءالسودان _ في ظل الجهود المكثفة التي تبذلها الرباعية الدولية وعدد من القوى الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب في السودان، ما تزال الحكومة السودانية تتحرك وسط حالة من الغموض والارتباك السياسي، بين ما يدور في الغرف المغلقة وما يُعلن في الخطاب العام.
فبحسب الكاتب الصحفي عثمان ميرغني، فإن الحكومة تبدي موافقة مبدئية على مبادرة الرباعية وخارطة الطريق المطروحة، لكنها في المقابل تصدر تصريحات متناقضة تثير الشكوك حول موقفها الحقيقي من عملية السلام. هذا التناقض – كما يقول ميرغني – خلق حالة من “عدم اليقين” لدى المواطنين والمجتمع الدولي على حد سواء.
وأشار ميرغني إلى أن الأزمة في السودان تجاوزت مسألة الحرب ذاتها، لتصبح مرتبطة بما وصفه بـ”سلامة عقل الدولة”، أي مدى قدرة مؤسساتها على إدارة البلاد بشكل مؤسسي ومتزن. وأضاف أن غياب الدولة بهياكلها الرسمية كان واضحًا منذ بدايات الفترة الانتقالية، عندما تصاعد التوتر بين المكونين المدني والعسكري، وتحوّل الخلاف السياسي إلى صراع مفتوح انتهى بانقلاب 25 أكتوبر 2021.
وأوضح الكاتب أن الساحة السودانية منذ ذلك الوقت تدار دون وجود مؤسسات فاعلة مثل البرلمان أو المحكمة الدستورية، بينما تجري أغلب الاجتماعات والاتفاقات في مقار غير رسمية، منها بيوت دبلوماسيين أو بعثات أجنبية.
وختم ميرغني مقاله بالتأكيد على أن استمرار هذا الوضع لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام والدمار، داعيًا إلى تحرك وطني عاجل لإيقاف الحرب واستعادة مؤسسات الدولة، حتى يتمكن السودان من الخروج من أزمته الراهنة نحو مستقبل أكثر استقرارًا.