في مشهدٍ تقشعر له الأبدان وتنتحب له السماء، وردت إلينا أنباء صادمة عن إقدام عبد الرحيم دقلو على ارتكاب فعلٍ مهين للتاريخ والإنسانية، وذلك عبر إصدار أوامر بنبش قبر الشهيد القائد ياسر فضل الله، داخل قيادة الفرقة بنيالا.
مشهد مروع يعيدنا إلى أزمنة الظلام، حيث لا تكفيهم مطاردة الأحياء، فيلجأون إلى تدنيس أجساد الأبطال الذين صنعوا المجد بدمائهم الطاهرة.
إن نبش قبر الشهيد ياسر فضل الله لا يمكن اعتباره فعلاً معزولاً، بل هو طعنة مباشرة في قلب الوطن، وإعلان صريح عن سقوط أخلاقي مدوٍّ. الشهيد الذي ارتقى دفاعاً عن السودان، لا تمسّه أيدي الغدر، ولا تنتقص الجرائم من سمو مقامه.
الشهداء، أولئك الأحياء عند ربهم، تضيء أرواحهم دروب الأحرار، فيما يظل الجناة يتخبطون في وحل الخيانة والعار.
مهما طال ليل الجريمة، تبقى دماء الشهداء نبراساً لا ينطفئ، وسيرتهم تملأ الدنيا فخراً، وتورث للأجيال معنى البطولة والكرامة.
وفي وداع البطل الشهيد ياسر فضل الله، خطّت مشاعرنا أبياتاً، علّها تلامس شيئاً من سمو روحه وتبقى شاهداً على أن الشهداء لا يموتون:
يا مَن زرعتَ المجدَ فوق الرمال
وسقيتَ عزَّ الدربِ دماً زلال
قد نبشوا قبرَك ظناً أن تنكسرَ
لكن روحَك فوقَهم… لا تُنال.
كتب .. احمد ارشد حمور